الكويت عاصمة النفط في العالم
منذ إقرار خطة التنمية في الكويت عام 2010 الرامية إلى استعادة الدولة لموقعها الريادي كمركز مالي وتجاري، ونحن نسمع عن مبالغ خيالية من المليارات خصصتها الدولة لمشاريع إنشائية وتطويرية مختلفة على مستوى البنى التحتية، وكذلك المستوى البشري والتعليمي والاقتصادي والصحي.
وحتى هذه الأيام لم يلحظ المواطن أي تغير ملموس باستثناء بعض الطرق، فالخطة مازالت تحتاج إلى قرارات مهمة، أبسطها تحديد مصادر التمويل وتسهيل الإجراءات والدورة المستندية القاتلة، وكذلك المزيد من التشريعات الملائمة.
ورغم إن الخطة التنموية اشتملت على جوانب متعددة مهمة، ينتظر أن تطبق على أرض الواقع، إلا أن فكرة تنويع مصادر الدخل حازت على جزء بسيط منها، وخاصةً فيما يتعلق بالمصدر الرئيسي للدولة، وهو النفط الذي يربط الكويت بالعالم ارتباطًا وثيقًا.
وهنالك مبادرة أو رؤية وطنية لمشروع يهدف إلى جعل الدولة عاصمة للنفط في العالم، ومن خلال متابعتنا ومشاركتنا في بعض الاجتماعات المتعلقة بهذه المبادرة أو الفكرة التي بدأت من الخبير النفطي المهندس أحمد العربيد، وشارك في صياغتها وتسويقها حوالي مائة وخمسين متخصصًا ومتطوعًا جميعهم من الكويتيين، نرى أنها جديرة بالدعم على المستوى الشعبي والحكومي، كما يفترض بأن تكون من ضمن أجندات متخذي القرار لأهميتها في جعل الثروات الطبيعية من العوامل الأساسية لأمن الكويت واستقرارها.
ومن أبرز أهداف هذه المبادرة، تعدد وتنوع مصادر الدخل في الكويت، وأن تكون هي المكان والمرجع والمركز لأية حاجة تتعلق بالنفط، سواءً علمية أو صناعية وكذلك إنشاء مستشفيات نفطية صحية وبورصة لشركات النفط وإعلام متخصص، بالإضافة إلى استقطاب الشركات العالمية النفطية.
فكرة جميلة قدرها أنها ولدت في أوضاع سياسية سيئة، وفي وقت تعلو فيه نبرة وحدة التخوين والتشكيك لدى الكثيرين تجاه أي عمل، مهما كانت جدواه وفائدته للوطن، فالمعارضة فقط لأن صاحب العمل يخالفنا في الرأي والفكر.
نتمنى أن نتجاوز هذه العقول وأن نقرأ حول هذا المشروع، وان نستمع للقائمين عليه لخلق تصوّر بشأنه ومن ثم إبداء الرأي حوله.
وفي النهاية فنحن نثق بأن القائمين على هذه الفكرة والمشاركين في صياغتها ما دفعهم إلا حب هذا الوطن، فهم يعقدون الاجتماعات التي تأخذ من وقتهم ويدفعون الأموال من جيوبهم في سبيل ترويج مشروعهم الوطني.. كما أن عليهم مسؤوليات كبيرة وكثيرة منها التسويق المحلي والاقليمي للفكرة، ومحاولة إقناع المواطنين والدول المجاورة بالأولويات وبأهمية المشروع في حماية المنطقة واستقطاب الشركات العالمية، ولفت الأنظار الإعلامية إليها.. وكذلك الاستعداد للرد على التساؤلات حول مدى جدوى هذه الفكرة في ظل الحديث عن اكتشاف مصادر بديلة للطاقة.. وهل سيساهم هذا المشروع في التقليل مما يدور حول مدى تأثير النفط الصخري الأمريكي على السياسات الاقتصادية في الخليج؟
د.عبدالعزيز محمد العجمي
Twitter: @Dr_Abdulaziz71
أضف تعليق