كلنا …فؤاد !!
بقلم.. فالح بن حجري
قضايا “الغيب ” و”العيب” فى واقع مجتمعنا دائمًا تقيّد ضد مجهول، فنحن ومع شديد الأسف مجتمع ينسى فارق النقطة بين الكلمتيّن، ويجهل أنها ليست بنقطة عادية، بل هى بمثابة “نقطة تفتيش”، توقف مجهول الغيب مرغمًا عند علم وتقدير الرب سبحانه وتعالى، وتدع مجهول العيب لاختيارنا، فإن شئنا أوقفناه عند حدّه، وأن شئنا تركناه يعيث بعيبنا فسادًا.
وكمثال بسيط على حال واقع مجتمعنا، هذا المبنى على “المجهول ” نجد أن قضية الكاتب فؤاد الهاشم وانشقاقه عن الوطن تفرض زلزالها عبر تضاريس الأمثلة وبقوة 10 “اختر”.
اختر أن تنشغل مع المجتمع بمجهول الغيب وتتداعى مع المتداعين لتفسير خروج الهاشم أو إخراجه من الوطن لتسرح مع خيال ظهره عاري من سرج الحقائق (وما يسرحه المنطق بغنم ).
اختر أن تشق ضوضاء الجهل غبار إقدام أجوبتك الفارة وهى لا تلوى على شئ، هربًا من نير سياط علامات الاستفهام والتعجّب.
اختر.. أن تنشغل بمجهول الغيب رغم علمك بأنه فى حفظ وصون عين نقطة التفتيش الساهرة التى كفى الله سبحانه بها المفسرين والمنظرين شر القتال.
اختر.. أن تترك مجهول العيب يتسلل نحو نحر صدقك مع نفسك لتنسى أن ما فعله الهاشم قد فعلناه كلنا بصورة أو بأخرى ذات يوم.
كلنا ذاك الفؤاد النابض بذاك العيب المرجوم بجمرات تبدل المواقف بحسب المصلحة.
كلنا كانت “لا” أفعالنا الصاخبة تتحول بقدرة قادر إلى “نعم”، أفاعيناا لزاحفة التى تبدّل جلودها من وراء صخور المنفعة.
كلنا كنا “أسود غاب” تحولت مع أول هبة نسيم طموح إلى “نعام غاية” تدفن رأسها بتراب المكاسب.
كلنا هجرنا دار “نحنُ” الحنونة لنسكن فى دائرة “أنا” الحنانة المنانة بجميل وطن المفروض أن ردّه لا بد منه.
كلنا كنّا “فؤاد” مرة وكنا “فائدة” مرّة، ما دامت مرارة “كنا” تصيب الآخر ولا تصيبنا.
كلنا ذاك المجهول المدان، حتى تثبت براءة دموعه تجاه قضايا وطنه لا قضايا مصالحة.
وكلنا ذاك “العيب” الذي يحتاج إلى نقطة ضمير توقف “المجهول ” عند حدّه.
كلنا ذاك الفؤاد المتقلب على نار “الأنا” السائل بلهفة مصطنعة أول “مجهول” يصادفه فى طرقات الأحداث عن الوطن أين هو؟ وأين أراضيه؟ وكأنه لا يعرف الإجابة.
فيا “فؤادي” لا تسل أين “هو”.. كان صرحًا من خيال فهوى.
@bin_7egri
أضف تعليق