كتاب سبر

بشت البطيخ

هل تعتقد الحكومة بأن صمت المواطنين “الظاهر” سببه رضاهم عن أدائها؟ أم أنها تظن بأن مفهوه “الهيبة” قد تم فرضه بنجاح فرضخ العباد و العبيد؟ للأسف أعتقد بأن الحكومة من السذاجة و الصفاقة بحيث أنها و من حولها قد يتصورون ذلك فعلا. 
أين وعودكم الوردية قبل هذه الإنتخابات المشوه؟ أين هي تطميناتكم بأن “العائق الوحيد” أمامكم كان وجود “مؤزمين” وما أن يتم إنتخاب مجلس أمة جديد فإنكم ستحققون الكثير من الإنجازات.. يالله ها هو مجلسكم فأين إنجازاتكم و أين وعودكم و أين “بوادر” الإصلاح الذي “تدعون” قدرتكم على تحقيقه؟ إلى متى ستظلون بدون سياسة واضحة أو خطة مدروسة؟ فالبلد يغلي من تحتكم، و لا يغرنكم رماد ناركم التي أشعلتموها فالجمر من تحتها متقد.
إن الحقيقة الواضحة للجميع، أنكم أدمنتم إطلاق الوعود المتلاحقة ضمن سياسة “التخدير” إلا أن المواطنين قد سئموا وعودكم الزائفة، و أصبحنا نرى بوضوح شديد حجم تخبطكم وإهداركم  لثروات البلد تحت شعارات التنمية و التطوير  و تحسين حياة المواطنين.  بصراحة كفاكم كذبا علينا، و إرحموا ما تبقى لنا من صبر عليكم، فمنذ سنوات ونحن نسمع عن التنمية و نرى الملايين تصرف  دون أن يعلم أحد أين ذهبت. و نسمع عن دعم الشباب ليقوم بدوره التنموي إلى آخر “حديث البطيخ” الذي تجيدون إلقائه، لكن الواقع يرينا مزيدا من العراقيل التي تزداد مع الأيام.
سنوات ونحن نسمع عن حل مشكلات الصناعة، ثم تفاجئنا الأرقام بأن الأموال التي هجرت الكويت خلال الفترة من 2008 إلى 2011 تقدر بنحو 3 مليارات دينار (حسب دراسة لاتحاد الصناعات الكويتية)، وسنوات  تمضي و نحن نسمع و نسمع و نسمع لكن المشكلة بأنه ومهما إختلف “القائل” فإن “ما يقال” ثابت لا يتغير!! فالى متى ستظل الحكومات المتعاقبة تلبس “نفس البشت”؟.
إن الأمر الذي لا شك فيه، أن المواطن مملوء بالألم والحسرة على أموال هذا الوطن التي تهدر دون استفادة تعود على الكويت، فالكل رافض للأداء الحكومي المتخبط، والكل متحسر على المليارات التي أهدرت بأسم “التنمية”، حتى أن المواطنين ملوا وكرهوا هذه الكلمة. وفي النهاية يبقى القول أن صمت المواطنين ليس رضا عن أداء الحكومة، ولا تسليم بانها  تسير على الدرب الصحيح، فهذا الصمت، هو صمت الحليم قبل أن يغضب، وصمت العقلاء الذين يتمنون أن تستقيظ الحكومة من”الغيبوبة” التي تعيشها قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم. و الله الحافظ و المستعان
(ينشر بالتزامن مع الشرق القطرية)
@abdulaziz_anjri

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.