هيصه !!
بقلم.. فالح بن حجري
أشفق هذه الأيام على معشر الفنانين والفنانات وأقدر مشاعرهم الوجلة تجاه احتمال قطع أرزاقهم لضراوة المنافسة، فبالله عليكم أي مؤسسة فنية مهما كانت إمكانياتها تستطيع منافسة شباك تذاكر مسرحيات السياسة المعروضة حاليًا، وأي ممثل أو مخرج أو كاتب سيناريو يستطيع عقله حبك وتمثيل وإخراج مثل هذا السرد الإبداعي المضحك المبكي والذي نشاهد فصوله حاليًا عبر مسرحية الموسم الجاف الوطنى المعروض تحت عنوان (سفينة الوطن تغرق من عرق جنون ابنائها).
الفصل الأول: كل من لاقيت يشكي “حكومته “.. ويح قلبي هذه “الحكومة” لمن !!
رئيس الوزراء يصرّح بأنه لن يحب خشم المعارضة لأن الحب قسمة و”نحيب”، وإنه أن انطق الخشم هلت عين عذاري تسقي البعيد و”تسوق خد القريب كف محمودى”، وزير المالية يقول أن زواج إسقاط فوائد البنوك من المقترضين باطل.. باطل، فيصدر رَبع المجلس حكمًا بالجلد مئة جلدة بحق المعرس المقترض الذى “زانت علومه”، وصار يطالب بحقه الدستورى فى الحياة الكريمة، وسبحان الله يصدر ذات المجلس صكًا ببراءة عرائس البنوك مع الشغل ونفاذ رصيد خلق الله من المقترضين، وزيرة التنمية وشؤون مجلس الأمة تصرّح بأننا نحتل المركز الثالث فى العالم بدخل الفرد، فنقرأ المعوذات خوفًا من الحسد ونقرأ الفاتحة على جسد رفاهيتنا المسجى فى مقبرة أحبار بيانات الحكومة فقط.
الفصل الثانى: تأبى “الحركات ” إن اجتمعن تكسرًا // وان افترقن تكسرت أحادًا
محمد الجاسم يمسك بيده مفتاح إنجليزى مقاس “35”، ويطالب بتفكيك مكينة الاغلبية لأنها تخر “ذِهن” انتخابى و”شريطية” السياسة مشغولين بفتح “كبوت” الحراك، ومساومة أحلامه بالقول لها: تبيعينه على خرابه؟! فترد “التنسيقية” بأن الحوار قادم احموا الشعب من “الطعون”، ليرد الائتلاف عليها بأن خلاف الحراك “صحي”، ولكنه يحتاج فقط إلى شوية “تربية وتعليم” وشوية “كهرباء” لتشتغل كشافات الإرادة، وتعم الندوات والحضور فتتنهد “حدس” وتقول: اقسموا ..اقسموا !! ليرد عليها المستقلون والعرق يتصبب من حناجرهم: 35 ÷ 2 = كم تطلع، نحتاج آلية حاسمة، ليصرّخ الإسلاميون فى وجه الجميع أما أولوية تغيير المادة الثانية أو تكون النتيجة قسمة ضيزى،
الفصل الثالث: ألا ليت “شباب الحراك” يعود يومًا // فأخبره بما فعل التغريد
يدخل شباب الحراك المسرح وقد سلوا سيوف التويتر من أغماد الآيفونات والجلاكسى، بعضهم يهتف: شلون تمشى “المنتخبة”؟ ليرد عليهم البعض الآخر: تمشي جذي، فيغضب الباقين ويقولون: لا جذى.. جذى !! ثم يتلهون بلعب “المقصي” التويتري الذى يتنافسون فيه على براحات التايم لاين حول من يستطيع “إقصاء” الآخر أكثر.
الفصل الاخير: ملئنا “الصبر” حتى ضاق عنّا // وماء “الحبر” نملؤه “نحيبا”
مسرحية أبطالها كثير والكومبارس أكثر وجمهورها اليوم كله “ابن كثير” غير أنه يحاول تفسير صور الحراك وفق مذهب الفضفضة لا مذهب السند والمتن، فاضحكوا وانبسطوا وهيصوا يا معاشر الفنانين، وكلوا خبزنا مع الآكلين ولا تنسونا من صالح فتاتكم، فإن عصافير “وطننا” تزقزق على أغصان “مصائرنا” و”أرقنا” ناشف و”لسان حالنا” أنشف ملتصق بلهاة جوع، واقعنا الشقيق لأجفان أعيننا العطشى التى تؤدى صلاة الاستسقاء وترجو ربها أن يمطرها سقيًا فرجًا قريبًا لا سقيا “فرجه”، مسارح ملت ضحكاتنا الباكية مشاهدتها “هيصتها ” كل يوم.
أضف تعليق