كتاب سبر

الكيربى المزال والكرب الذي لم يزل

لا يستطيع أحد كائنا من كان ان يدعى انه أعطى “الروح ” جنسيتها ,فالروح وأن كانت تسكن الأجساد مؤقتاً فإن عنوانها الحقيقى  هو خارج نطاق تصنيف الاوراق والأختام ولا تحتاج الروح الى “جواز سفر” لتعبر بوابات مطارات الأمل ولا تحتاج “اجازة قيادة ” لتقضى مشاوير أحلامها فى دروب الحياة ولا تحتاج “شهادة جنسية” تلزمها بما لا يلزم من حب لأرض كانت وما زالت مرتعاً لصور طفولتها اللاهية بين جنبات ملاعب الذكريات ,ولا يستطيع اى نصل ورقة قطع جذور إنتماء الروح الراسخ المسقي بالدم لينبت ساقا تسابق ريح التضحيات وهى تسل من اغماد اغصانها سيوف أوراق القلوب الخضراء التى تحاول وطناً او تموت فتعذرا.
روح البدون لا تحتاج شهادة اللجان او المجالس لتحصل على حقها فى الحياة ,فربيع الروح لن يكون ابدا خريفا تتساقط فيه دعاوي الاوراق الرسمية على رؤوس الأحلام المارة وصرخات الوليد هى الختم الوحيد الذى يحتاجه اى “بدون ”  ليثبت اقامته الشرعية فى بلاد أبويه ادم وحواء وانتظامه على مقاعد الدراسة  فى مختلف فصول الحياة من الطفولة الى الشباب الى الكهولة يعطيه الحق الكامل فى الانتساب الى جامعة البشر المعترف بها من ملائكة الرحمن والحصول منها على شهادة “إنسان معتمد ” على رغم أنف كل سفينة اوراق غارقة قبالة ميناء حبرها وعلى رغم انف كل ورقة شجر فى غابات الامازون كانت تتنطط عليها القرود فصارت بعد عجنها وطحنها وتصديرها ورقة “فولسكاب ” تتنطط عليها “القراده البشرية ” والمسماة جوازاً بالبيروقراطية والروتين .
كم تمنيت على الحكومة عوضاً من ان تطلق الياتها و جرافاتها لتهدم “كيربى ” البدون بان تطلق “نواياها الطيبة ” لتهدم “كَرب”  ارواح إخواننا هناك ,فوقود الجرافات حتماً سينتهى وستقف أما الارواح فلن ينتهى وقودها ما دام يستخرج  من حقول “يا الله ” العامرة لتحمله ناقلات السحاب نحو ميناء “انى قريب ” ليسرج هناك فى قناديل “الآمين ” التى لم تصمد أمام شعاع نورها ظلامات ليل أبداً ..
 

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.