أقلامهم

ذعار الرشيدي: ليس من الحصافة السياسية في شيء النيل من القضاء تحت أي ذريعة كانت.

قرعة.. وقائع حرب النفوذ
بقلم :ذعار الرشيدي
والقاعدة الرئيسية تستند إلى ثابت مهم جدا، وهو انه لابد وان يعتبر الجميع موالاة ومعارضة ومحايدين أن القضاء هو نقطة الارتكاز بين كفتي أي معادلة في البلد، ولا يجوز خدشها او رميها او نقدها بشكل فج، حتى ولو كان هناك انتقاد لخطأ إجرائي في أي من المحاكمات، يجب ان يتم حصر النقد في جزئية الخطأ الإجرائي فقط وليس في القضاء ككل، أما ضرب القضاء على المطلق، فتلك خطيئة أرى أن المعارضة وبعض رموزها يقعون فيها الآن.
الأهم من هذا كله، ان باب الدعوة لاستقلال القضاء ماليا وإداريا يجب أن يكون المدخل الرئيسي لجميع الدعوات الإصلاحية لاحقا، دون المساس بالقضاء في وضعه الحالي، كون القضاء كان ولم يزل هو ملاذ المتخاصمين جميعا معارضة وموالاة وحكومة وحياديين، وثبت انه يقف من الجميع على مسافة واحدة.
ليس من الحصافة السياسية في شيء النيل من القضاء تحت أي ذريعة كانت، ومهما كان حجم العاصفة السياسية يجب أن يكون القضاء بعيدا كل البعد عنها، لأن القضاء لايزال بخير وسيظل بخير، ليس في الأمر ترويج أو مدح في غير محله، فالمعارضة قبل غيرها تعرف أن القضاء لطالما عارض توجهات الملاحقات وفق ما هو واضح أمامه من مستندات.
عامة، بعيدا عن هذا الحادث الواجب طرحه الآن، لابد وأن ننتبه لأمر هام جدا، هو أن قصة العاصفة السياسية التي تعصف الآن ما هي سوى انعكاس لصراع الكبار على النفوذ، نعم، إنها وقائع صراع النفوذ، فقط، لا أكثر ولا أقل، ولا تغرنكم الأحاديث عن الحريات والمكتسبات والديموقراطية، فما هي في وضعنا الحالي سوى وسائل للوصول للأطراف النافذة.
المتصارعون كانوا 4 فقط، اليوم أصبحوا خمسة، وخلال شهرين ربما يرتفع عدد المتصارعين إلى 6، ونصيحتي، هي: أشغلتونا.. وأشغلتوا البلد.. أي سووا قرعة واللي يخسر ينسحب وبس.

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.