أنا أكتب.. إذن أنا ما زلت أتنفس
بقلم.. عبدالعزيز التركي
لاتعجب ولاتندهش لو كان بإمكانهم كتم أنفاسي لم يترددوا لحظة، لو كان بإمكانهم قطع أناملي.. لفعلوها، ولكني أتحدّث وفق الدستور الذي ارتضوا به بالحكم بيني وبينهم، وربما لست من المشمولين بالدستور..! ربما.. فنعم أنا لا أملك سوى الأكسجين والقليل من الكربون الذي استنشقه، وقلمي الذي كلّ وملّ من صاحبه..! عموماً حمداً لله على اانعمة التي تعود لعظمة سلطانه وجبروته.. فالشكر والسمع والطاعة لله سبحانه وتعالى وحدة لا شريك له.
يقول الشاعر:-
بلادي وإن جارت علي عزيزة.. وأهلي وإن جاروا علي كرام
يرد عليه شاعراً مستنكراً قوله:-
وطني ! ولي حق عليك أضعته وحفظت حق الداعر المتسكّع.
سأكتب وفق الشاعر الأخير، فهو الأقرب للحقيقة.
يحكى أن…
تابع القراء .. لتعرف الحكاية !
في احدى الدول النائية التي منى الله عليها بالذهب الأسود ونعمة الإسلام والأمن والأمان، شردت العشرات وأزهقت المئات وحطمت طموح وأمال الآلاف، وبعد أن فعلت فعلتها النذيرة بالسوء عاودت الكرّة بقتلهم قهراً.. ولا أظن أنها ستكتفي، فكما أسلفت لو كان بإمكانها قطع أنفاسهم لفعلت.
فحين يدفع الإنسان عمره ليدحر العدو عن وطنه يتم عزله، وحين يكرّس الإنسان عمره لينهض بوطنه يتم قتله،
أما بعد.. لا تعجب أنت في ديار الإسلام، التي أقصت فلان وأعطت فلان، التي حرمت هذا وجنّدت ذاك، التي استعانت بغير مواطنيها لقمع مواطنيها..! أننا في حالة تجنيد للمرتزقة، ليمتطوا خيالهم ويطردوني حيث أقطن، لايفرغوا رصاصاتهم بجسدي، لايمدون أسواطهم وتعتلي جلدي، لاينعتونني بسوء الكلمات ومجمل الصفات.
فعوضًا عن إكرامي يتم حرماني، أوليس جزاء الإحسان .. الأحسان؟ أو لم تشهد لي تلك الأزمان؟ أولم أكن الحصن الحصين لهذه الأسوار؟ وطني.. ألا تخاف الله!؟ وطني .. طوبى ياخير الأوطان.. وطني .. سلمت للمجد! خارج السرب.. من هم؟ من هم المرتزقة..؟ وكيف عرفتهم؟ ولماذا تم تعيينهم عوضاً عني؟ إلى الأخت (سارة) أجيبيني.
من المسلّم به أن أي جيش من جيوش دول العالم يتكوّن من مواطنيها، فهـم الذين يأخذون على عاتقهم مهمة الدفاع عنها و عن أمنها وفي ذلك شرف لهم، و عليه فإنه من المفروض أن يكون المدافع عن دولة ما أن تربطه بها رابطة الولاء أو تكون له سابقة بالدفاع عن الوطن أو ترعرع وولد بالوطن ذاته، إلا أنه أحيانًا قد يساهم بعض الأفراد في الدفاع عن دولة أخرى غير الدولة الموالين لها بالاشتراك مع قواتها المسلحة في العمليات العسكرية التي تقوم بها، و ذلك بناء على رغبة من سلطات دولتهم الأصلية سواء كان ذلك تكليفًا لهم، أي بالأمر أو حثًا لهم عن طريق الدعاية والتحريض للتطوّع في صفوف جيش دولة أخرى، إذا كانت الدولة التي جنّدت عدد مواطنيها لا يكفي وليس هنالك (قعدناً)، ويكون مرد ذلك إما لكون الحرب التي تخوضها تلك الدولة مشروعة وتندرج ضمن إطار الدفاع الشرعي عن النفس أو في إطار الأمن الجماعي، و قد يكون اشتراك هؤلاء الأشخاص في حرب إلى جانب دولة أخرى نابعًا من إيمانهم بعدالة القضية، مثلما هو الشأن في حرب العراق الثالثة عام 2003، عندما هبّت جموع المتطوعين العرب للقتال إلى جانب إخوانهم العراقيين، إيمانًا منهم بأنه يندرج في إطار قومي إسلامي وعربي.. لكن بالمقابل قد يتخذ بعض الأشخاص من تجنيد أنفسهم مهنة (يرتزقون) منها و يبيعون حياتهم لمن يدفع لهم ثمنًا أكثر دون أن تهم أسباب الحرب أو المبادئ و العوامل الإنسانية، فهؤلاء الأفراد من ممتهني القتال طلبا للنفع (المادي) [الأجور مقابل العمل وهذا العقد الذي يتم التوقيع عليه] والمزيد من المال و لا يهم إن كانت الحرب التي يخوضها الطرف الذي يقاتلون إلى جانبه مشروعة أم لا، المهم تقاضيهم ثمنًا يرضيهم، فهم يبيعون مبادئهم و أخلاقهم لمن يدفع لهم أكثر، فهؤلاء في نظر القانون بصفة عامة و القانون الدولي الإنساني على وجه الخصوص المرتزقة، لأنهم جعلوا قتالهم إلى جانب الغير، في سبيل (الاسترزاق) لا في سبيل مبادئ يؤمنون بها…!
شكرا لحسن قراءتكم.. شكرا لإنصاتكم ..
تحية إلى الأخوة الملتحقين بالقوة الخاصة،
أنني لأبذل أنفاسي بأرخص الثمن.. حتى أراك كما أهواك ياوطني.
أضف تعليق