في صفحات الماضي سطور مشرفة لرموز القبائل الذين اعتلوا عناوين الشجاعة والشهامة وكتبوا بأفعالهم أشجع الكلمات واطربوا باشعارهم مسامع القيم والمآثر حتى أسسوا مبادئ “المرجلة” والعلم الغانم .. ولأن من طبائع الزمان تغير الأحوال هاهو بشتهم يرثه أحفادهم الذين ضاعت بوصلتهم وتحركت باتجاه مصالحهم فمع كل مرسى “شيخ” حطّت سُفُن غنائمهم وعلى شراعها كتبوا :
“أنت عنوان الكرم ياشيخٍ نفتخر فيه”
وكل هذا ليرمي عليهم فتات خبزه ويرونه كثيرا وهو بعينه قليل .. فلا مناصب ولا مراكز ولا حتى يذكرهم بولائمه ذات الطبقة المخملية
فالمخمل ناعم ولايليق أن يمشي عليه من لا يُقدّر قيمة نفسه وينصب إسمه على قائمة الشرف والعزّة فمنذ الأزل لا كرامة للسائل في عين “المُعطي” فأنت حيث تضع نفسك .. وهنيئًا لك ماوضعت نفسك فيه .. فتحمّل
ولأن الشيخ لايعترف بحجمهم فهو قد تثاقل ارتداء بشته لهم في حين أنه ارتداه للسفيرة الفرنسية
ندى يافي لأن قيمتها أثقل و”مايجيب راسها جيب لكزس” ولأن من عادة الغرب التعامل بوجهٍ واحد فهم لا يُظهرون لك الحب ويُبطنون لك الحقد كحال “ربيعنا” ليغنموا غنائمهم فرغم تربيتهم الخالية من الأسوار والخطوط الحمراء إلا أنهم يعترفون بالمبدأ وتحركهم عزة النفس ولهذا هم شرفاء ولهذا نحن خانعون
قالوا قديمًا الكرم يغطي على كل الرذائل والبخل يطمس كل الفضائل فهذا هو حاتم الطائي اشتهر بالكرم وهو المسيحي الذي تدخل في عقيدته بعض المجوسية ولكن لم يقل التاريخ أن الكرم يناله من يسأل صاحبه العطايا
لم يقل التاريخ أن الكرم سمة من تدور الشبهات حوله واثقل المجتمع بفسادٍ لم يأتِ في سيرة أبي لهب
لم يقل التاريخ أن الكرم رأس من جسده نخره سوس المؤامرات وصدأ المواقف
فلا كرم مقبول ممن يسجن أبناءنا ليُعطي آباءنا وإنّا على حالنا .. لمُستضعفون
نعم .. أنتم الثغرة التي يضربونا منها .. وأنتم من صوّرنا أننا نبني توجهاتنا “بخشم” الدينار ونحن القوم الأعزاء .. فهل هانت عليكم كراماتنا ؟!
بالأمس دافعت عنكم وظهرت بلقاء تلفزيوني لأقول لشيخ القبيلة كرامة ومكانة ولايجوز انتقاده بهذه الصورة فأنزلوا الناس منازلهم
ولكنكم تأبون إلا أن توردونا على ذل الرذائل ونحن الذين لا ورث لنا إلا كرامة “شواربنا” فإما أن تُعيدوا حساباتكم ومواقفكم من جديد وتبنوا توجهاتكم كما بناها أجدادكم وإما حوّلنا شيخة القبيلة لإنتخابات كل اربع سنوات يحصدها من يستحقها بالتصويت فلا يُعقل أن ينالها أجدادكم بالمرجلة والكرم والعلم الغانم وحضراتكم تصلكم “باردة مبردة” وتُلطخوا بشت مكارمهم بسواد “وجه” مواقفكم واستقبالاتكم
والرسالة واضحة :
احشموا مكانتكم .. أو تنازلوا عن شيختكم .. ومنا إلى “عوال القبايل”
إضاءة:
تقول العرب:
من أنف بنفسه عن الرذائل توّجه الناس ملكًا وأميرا
سمعت طال عمرك !!
آخر السطر:
بس هم يافهيد ماحضروا عزاء ولدك .. وش معنى تستقبلهم ذالحين ؟!
@dhalajmy
أضف تعليق