تحقيقات

أكاديميون وسياسيون لـ((سبر)): الحكومة اختنقت بإطارات رحية.. وغرقت في محطة مشرف
الكويت غير قادرة على صناعة “سلندر غاز”.. فكيف تنشئ “مدينة بيئية”

  • حجاج بوخضور: الإدارة الحكومية لا تستطيع أن تقوم بمسؤولياتها المستقبلية

  • سامي خليفة: معرقلات النجاح.. أهمها الروتين في اتخاذ القرار

  • جمال النصافي: التفكير في الكويت سياسي.. وننتقل من أزمة إلى أزمة

  • خالد الهاجري: بعض المسؤولين مشغولين بمحاربة الكفاءات


كل الأفكار موجودة ومتاحة، ولكن تنقصها الإرادة لتتحول إلى واقع يلامسه الجميع، لتعود بالأثر الطيب على الجميع…في الكويت ما زلنا نراقب حولنا من يبني ويصنع ويبحث عن مسالك تبعده عن المورد الأساسي في منطقة الخليج “النفط”، فهذه دولة الامارات خططت لبناء مدينة صديقة للبيئة في الصحراء “إيكو” وتعتمد هذه المدينة على مصادر الطاقة المتجددة و التقنيات المتطورة التي لن تلوّث البيئة، بما فيها الطاقة الشمسية و الهيدروجينية، حيث لا يستعمل فيها مادة الكربون، و ستوفر جميع احتياجات المواطنين و المقيمين فيها بحيث يضمن حماية البيئة، وهذا المشروع استعدادًا لمرحلة ما بعد النفط.
عدد من الأكاديميين والسياسيين اشتكوا لـ((سبر)) سوء الحال الذي وصلت إليه الكويت، بسبب غياب التخطيط الذي انعكس على التنمية والإسكان وصعوبة جعل الكويت مركز مالي، هذه الصعوبة خلقتها مناصب لا يجلس عليها إلا من كان همّه قمع الشباب ومحاربة الكفاءات.
فهم لا يتوقعون أن الكويت قادرة على الابتكار وهي لا تستطيع أن تصنع “سلندر غاز”، فكيف لها أن تنشئ محطة طاقة !! وأشاروا إلى بعض معرقلات النجاح وأهمها البيروقراطية والروتين في اتخاذ القرار، فضلًا عن أن الأنظمة الاقتصادية غير مشجّعة، موضحين إن الإدارة الحكومية إدارة ضعيفة جدًا، لا تستطيع أن تتحمل مسؤولياتها القائمة والمستقبلية، وكذلك الصراع في السلطة التشريعية وطريقة أدائها.

بوخضور: الكويت قدمت الفكرة.. قبل الإمارات
 
الخبير الاقتصادي “حجاج بوخضور” أشاد بفكرة المدينة البيئية.. وقال: “قد قدمت وطرحت في الكويت قبل دولة الامارات العربية، وقد قدمنا فيها على مستوى الإعلام أو على مستوى الدراسات المبدئية، وباعتبار أن الكويت تتميّز بمساحة كبيرة جدًا من الصحراء وطبيعة الجو، فجوها يساعد على إنجاز الطاقة من المصادر الخفيفة أو من المصادر المتجددة، وباعتبار أن هناك زيادة في الاستهلاك المحلي، فمن الأجدر أن نركّز على إنجاز الطاقة من مصادر الطاقة التي من شأنها إنتاج الكهرباء للاستخدامات الخفيفة من الطاقة”.
وأكّد “بوخضور” على أنه وجد الطاقة الشمسية هي الأنسب في إنتاج الطاقة بالنسبة للظروف المناخية في الكويت، وبالنسبة إلى مصادر الطاقة الأخرى كالرياح أو كالمد والجزر، ولذلك كان يأمل أن تتخذ الجهات الرسمية بهذا الاتجاه، وقد طرحنا أن يكون هنالك بما يسمى سجادات الخلايا الشمسية.. وأضاف: “شأن أي فكرة في الكويت تتأخر، ومن ثم تذهب هذه الأفكار إلى دول أخرى تأخذها بجدية وتنتجها أو تجسدها على أرض الواقع”.. “بوخضور” يرى  بأن البيروقراطية والمصالح الخاصة هي السبب في تأخر تطبيق هذه الأفكار، بالإضافة إلى أن الإدارة الحكومية إدارة ضعيفة جدًا، لا تستطيع أن تقوم بدورها في المسؤوليات القائمة والمستقبلية، وكذلك الصراع في السلطة التشريعية وطريقة أدائه هي أيضًا سببًا في ذلك.

خليفة: من الضروري التفكير بهذه المشاريع
وقال أستاذ العلوم السياسية والكاتب الصحافي د.”سامي خليفة” أن هذا المشروع الرائد وغيره من المشاريع المتطوّرة في دولة الامارات العربية وغيرها من بقية دول المنطقة، من الضروري التفكير بها في بلدنا، مؤكدًا أن المشكلة تكمن في بعض معرقلات النجاح وأهمها البيروقراطية والروتين في اتخاذ القرار من جانب”.. وتابع: “من جانب آخر أن الأنظمة الاقتصادية غير مشجّعة، بمعنى آخر من تكنولوجيا وتقنية جديدة يريد أن يطبقها في الكويت تجد في أغلب الأحيان يواجه بخسائر تجعل من المشروع غير مجدي، وتلك الخسائر ليست فقط تتعلق بجدوى المشروع من عدمه بل في التنافس السلبي للشرائح المنافسة في الكويت”.
وأضاف: “وعلى سبيل المثال إذا أخذنا مشروع الخيران واستمر لمدة 14 سنة ليرى النور دفع صاحب المشروع أموال طائلة لم يكن يحتاج دفعها، لولا العراقيل التي وضعها منافسيه في مجلس الأمة وخارجه، ومن جانب آخر ما لم تعطِ الحكومة مساحة من الحرية أكثر في القطاع الخاص في الكويت، بحيث تقلل من دائرة الضوابط القانونية وتستثني المشاريع المبدعة وليست التقليدية، سيصبح الأمر صعبًا جدًا أن نكرر تجارب ناجحة في دول الخليج هنا في الكويت”.

النصافي: بدائل الطاقة كانت مطروحة بعدما أنشأت إيران المفاعل النووي
وقال السفير السابق والناشط السياسي جمال النصافي: “ليس لدينا أي فارق، بل الفارق أننا نشترك معهم في حلقة واحدة هو الثراء المالي”.. مشيرًا إلى أن المادة من المفترض أن تكون عامل مساعد، لكن هي ليست كل العوامل، وتفتقد إلى عدة عناصر منها الإدارة الجيّدة”. 
وأكّد النصافي أننا لدينا سوء إدارة، وهي انعكست على الأساسيات الرئيسية في الإسكان والتنمية، وجعل الكويت مركز مالي وغيرها من الأمور، فجميع هذه العوامل فشلت فيها وهبطت هبوطًا حرًا، موضحًا: “بدائل عن الطاقة هذا من الجوانب التي من المفترض أن تكون الدولة سبّاقة في السنوات الماضية فيه، لأن الدولة تملك ما تملكه غيرها من الدول من وجود المؤسسات التشريعية ووجود حرية من أفكار تتيح لك مجال أن تخلق وتبدع الأفكار، ولكن للأسف تراجعت الدولة تراجعًا خطيرجدًا، وأصبح الآخرين يتقدمون علينا لأن في واقع الأمر هم وضعوا أيديهم على الجرح، بدؤوا من خلال بدائل الطاقة أو مثل الجوانب الأخرى التي يشعرون من خلالها أنها مهمة وضرورية من جوانب التنمية في دولهم”.
وأكّد أن موضوع بدائل الطاقة كانت مطروحة في فترة من فترات بعدما أنشأت إيران المفاعل النووي، ودول مجلس التعاون الخليجي في ذلك الوقت نظّمت إلى هذا البديل، ولا بد أن ننشئ أيضًا للطاقة النووية مفاعلات في المنطقة، وكان السبب الرئيسي ليس من أجل إيجاد بديل فقط، وإنما من أجل خلق توازن نووي، بمعنى آخر امتلاك الخيار النووي لخلق هذا التوازن وهذا أمر طبيعي جدًا في ظل وجود دولة تمتلك هذا الخيار، وانت تمتلك هذا الخيار.
وأشار “النصافي” إلى أن بعد حصول حادثة تسونامي، وبعد الحوادث التي حصلت بموضوع المفاعلات النووية، فأنا اعتقد لابد من مشروع اليوم قبل غد كما فعلوا دولة الامارات وغيرها من الدول، خصوصًا أننا نمتلك كافة الإمكانيات، ولكن أنا غير متفائل لأن الدولة في أدنى إشكالية، لم تعطِ الحلول المناسبة فيها، كمشكلة الإسكان ومركز مالي بدلًا من أن ترتفع إلى الأعلى، بل هبطت إلى الأسفل ومجالس نيابية تحل بين فترة وأخرى، ولذلك في حالة عدم وجود استقرار كالذي نعيشه حاليًا، مثل هذه القرارات تكون صعبة التفكير فيها، الملاحظ أن كل التفكير في الكويت سياسي، والسبب لأننا من أزمة إلى أزمة، فلذلك نعيش في حالة عدم الاستقرار في نظام المؤسسات التي لدينا، وبالتالي مثل هذه المشاريع تظل حبيسة الأدراج وتتحسر عليها القلوب قبل العقول عندما نرى الآخرين قد بدؤوا فيها”.

الهاجري: المسؤولون منشغلين بقمع الشباب
وقال رئيس جماعة “الخط الأخضر” البيئية خالد الهاجري أن سقوط همة الرجال في قلوب بعض المسؤولين هي السبب الرئيسي في انحدار مستوى دولة الكويت بين الأمم، وبعد 15 سنة من العمل البيئي التطوعي الجاد.. في ظل وجود بعض المسؤولين لا هم لهم سوى قمع الشباب لا أتوقع أن تستطيع أن تصنع “سلندر غاز”، فكيف أن تصنع محطة طاقة، فصعب جدًا”.
وأكّد الهاجري أن دولة لديها بحر من الأموال، ولديها كفاءات وطنية كثيرة، لا هم لبعض لمسؤوليها سوى محاربة أبنائها من الكفاءات، فياليت لديك الكفاءة ومؤهل بأن تقوم بالإنجازات المطلوبة للمحافظة على هذه البلد، فطبعًا لا يمتلكونها لانعدام همة الرجال من قلوب بعض المسؤولين.. واستغرب من التكتم من ظهور الإصابات في فيروس “كورونا” فكيف إذا حدثت كارثة في مفاعل بوشهر فما سيفعلونه؟!”.
واختتم بقوله: “حكومة تغرق في محطة مشرف وتختنق في إطارات رحية، يجب أن لا نرفع مستوى الحكومة الكويتية إلى مستوى الحكومة الاماراتية، والدجل يمارسونه بعض السياسيين ومن الطرفين على أفراد المجتمع”.