كتاب سبر

كرنفال الهدوء الصاخب

نعيش هذه الأيام “العاصفة ” التى تسبق “الهدوء” المتوقّع بعد صدور قرار المحكمة الدستورية فى 16/6، ولا تعيدوا قراءة الجملة السابقة فهى صحيحة وتطابق تمامًا الشروط القياسية لتجارب لنا سابقة كنّا فيها دائما وأبدًا نضع حصان العواصف قبل عربة الهدوء، ثم ننتظر فرج الله ونحن نذرف دموع الفرح فخرًا بانتصاراتنا الوهمية.
بعد عاصفة نبيها خمس، عشنا هدوء الدوائر الخمس والأصوات الأربعة ولم نتحرّك لتطوير نظامنا الدستوري وقبل هدوء وصول لأغلبية إلى مجلس فبراير 2012، عشنا عاصفة رحيل الحكومة وارحل يا ناصر، وعندما رحل ناصر رَحلنا وبكل هدوء أولويات تطوير نظامنا الدستوري إلى منفى استجوابات من سبق لبق، وأولويات تقف فى آخر طابور الآمال الشعبيةـ وبعد عاصفة المسيرات والاعتصامات والندوات والمحاكمات منذ إبطال مجلس فبراير، سنعيش حتمًا هدوء الأمر الواقع فى 16/6، لتتغيّر الصورة العاصفة الصاخبة إلى صورة “صخّة” هدوء لا تسمع من بين ثناياه إلا همس التحالفات وهسيس تبديل المواقف وحسيس مفاوضات اللحظة الأخيرة، يقودها المتحلقين حول طاولة عشاء الشعارات الأخير، والتي ستنحر على شرف مصداقيته كل جُمل العواصف الهادرة تحت قدمي عريسه الجديد والقديم الهدوء.
 
بعد 16/6.. تحضّروا لموكب كرنفال “هدوء” صاخب قادم سوف يشقّ طريقه عبر شارعنا السياسي، البعض سوف يسد أذنيّه ليهرب من صوت “ضجيجه”، ولكن عينيه ستسمع بكاء خيبة آماله المتوارية وراء أكمة أحلام ورائها ما ورائها من “طهورية حراكية “، والبعض سوف يرقص على أنغام قرع طبول الواقع الجديد، محاولًا عرض مواهبه وعلو “خصره” فى السياسة، والبعض سوف ينحني على جسد حراكه محاولًا  إعطاء عاصفة مبادئه قبلة الحياة، لعلّ وعسى أن يدب النبض فى الجثة المتحللة، بفعل سوء أحوال النيات الحراكية، ولكن هيهات لم يبقَ من جثة حراكنا سوى بقايا كومة “عظمة ” كلنا كنّا قاتلها، وكلنا يطالب اليوم بثأرها.
هذه هى قصة الحراك، عاصفة فهدوء فموعد فلقاء عند…. صناديق الانتخابات وسلامتكم، لا شيء هناك خلف الأفق!!
@bin_7egri 

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.