تحقيقات

"المستهترون".. بلا واسطة ولا شفاعة
سكان “جليب الشيوخ” لـ((سبر)): الخطة الأمنية فرضت على الجميع احترام القانون

  • حمود العنزي: “تشفيط” المستهترين بالاشارات الضوئية غير مراعين الآخرين
  • فالح الحمد: جليب الشيوخ تتصدر الكويت.. على مستوى الزحمة
  • عبدالعزيز خليفه: الواسطة سببا رئيسيا لتجاوز الطائشين قوانين المرور
  • محمد حمود: الحملات الأمنية وانتشار الدوريات ساهمت وبشكل كبير في بسط الأمن
  • نافع الشمري: الحملات الامنية والتفتيشية أثبتت بأن الكويت بلد أمن وأمان
  • مشاري الجاسم: الازدحام أصبح مشكلة..  لا بد من تضافر الجهود لمواجهتها.
  • حسين العنزي: استغل العمالة برفع الأجور.. تزامنًا مع ظهور الحملة التفتيشية.
  • أبو منصور: من جملة إيجابيات الحملة تحد من الظواهر السلبية من سرقات واستهتار بالقانون.


صدق أو لا تصدق منطقة جليب الشيوخ التي كانت بالأمس مركزًا ومرتعًا للعزابية ومخالفين الإقامة وتعاني الكثافة السكانية، فاليوم انخفض فيها أعداد الوافدين والحركة المرورية باتت أكثر انسيابية، وبالأخص شارع محمد بن القاسم الذي كان يضرب مثلًا في الزحمة ولا شارع كشارع محمد بن القاسم في يوم الجمعة لدرجة أن البشر مع السيارات امتزجوا بالشارع ولا يعرف السائق أيهما يجتاز.

الخطة الأمنية أتت وأتى الفرج معها في القضاء والحد من الظواهر السلبية من الزحمة والمناطق السكنية التي بدأ نزوح المخالفين لها من سكنها وسرقتها.. وبهذه الإجراءات والجهود المبذولة من قبل الوكيل المساعد لشؤون المرور اللواء عبدالفتاح العلي في شن الحملات التفتيشية من نقاط مرورية حدّت من الشباب المستهترين الذين لا يراعون أي قواعد او قوانين للمرور، وضبطت أي مخالف لا يهاب القانون، بالإضافة إلى إلقاء القبض على مخالفي الإقامة الذين اتخذوا منطقتيّ جليب الشيوخ وخيطان مسكنًا آمنًا لهم من أعيّن رجال الأمن.

((سبر)) استطلعت آراء عدد من المواطنين حول الخطة الأمنية، والنقاط التفتيشية المرورية التي دعت الجميع إلى احترام القانون بعيدًا عن الواسطة.

بداية قال نافع الشمري أن جهود الوكيل المساعد لشؤون المرور اللواء عبدالفتاح العلي لا يمكن لاحد ان ينكرها أو يتجاهلها فقد أثبت أنه على قدر المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه بعد ان وضع خبرة السنوات لتطبيقها على ارض الواقع من خلال تلك الحملات الامنية والنقاط التفتيشية التي اثبتت للجميع بان الكويت بلد امن وامان، لافتا الى ان كل من كان يعبث ويتجاوز على القانون من خلال تجاوز الاشارات الضوئية الحمراء أو الاستعراض بسيارته أو حتى ممن كانوا يقودون من غير رخص قيادة أصبح في قبضة الامن.

شوارع لا تخلو.. من الدوريات 

وأضاف الشمري ان الطرق والشوارع الآن اصبحت لا تخلو من الدوريات أو نقاط التفتيش على عكس ما كان في السابق، حيث كنا نادرا ما نرى نقاط تفتيش، مشيرا الى ان المناطق التي كانت تعاني من الانفلات الامني اصبحت الآن اماكن يضرب فيها المثل بالانضباط الامني والالتزام بقواعد المرور لكل من يمر بها خصوصا تلك المناطق التي كانت مرتعا للمستهترين ممن يقودون مركباتهم بتهور ويمارسون “التقحيص والتشفيط” غير مبالين باحد.

“زين يسوي بالعمالة السايبة” 

بهذه الجملة استحسن المواطن محمد حمود الخطة الأمنية التي قضت على العمالة السائبة التي تتسكع في الشوارع، قائلا ان الحملات الامنية الكثيفة وانتشار الدوريات في طرق وشوارع أغلب المناطق ساهمت وبشكل كبير في ان يبسط الامن سيطرته على كل شاردة وواردة في مختلف المناطق اضافة الى ان شوارعنا اصبحت مثالا يحتذى من النظام والالتزام بقواعد المرور، لافتًا إلى ان الحملات ساهمت بشكل كبير على القضاء في تسكع العمالة السائبة والعزابية في المناطق السكنية، فكانوا مسببين ازدحاما كبيرا في المناطق بالاضافة الى البعض منهم كان من يهوى السرقة كسرقة السيارات وأغطية المناهيل وغيرها.

وأكد ان تلك الحملات التفتيشية والتي امر بها العلي نتج عنها حجز عدد كبير من المركبات بسبب مخالفتها للقانون والقبض على العديد ممن لا يملكون رخص قيادة من مواطنين ووافدين اسهم وبشكل كبير في تخفيف الضغط والزحمة على الشوارع الرئيسة في مختلف المناطق ذات الكثافة العالية للسكان وان اشرافه شخصيا على تلك الحملات اعطى نوعا من الالتزام والجدية وهذا ما ميز تلك الحملات التفتيشية.

قضت على الكثير.. من السلبيات 

من جانبه، قال حمود العنزي ان هناك تسيب نشاهده كثيرا في أحد الاشارات الضوئية القريبة من المنطقة في “تشفيط” المستهترين وإغلاق الطريق غير مبالين بالسيارات الاخرى، مشيرا الى ان الخطة المرورية قضت على الكثير من السلبيات التي نشاهدها من فئة الشباب الذين لا يبالون بقواعد وسلوكيات الطريق.

وتمنى العنزي بأن تستمر الخطة الامنية المطبقة حاليا على هذا المنوال الذي حد من المخالفات المرتكبة في الطرق، خصوصا تلك الطرق التي غالبا ما تكون مزدحمة، مستدركا بقوله بان الخطة الامنية الحالية اسهمت في التقليل من الزحام المروري كما انها حدت من رعونة بعض سائقي الشاحنات الذين غالبا ما كانوا يتسببون بالحوادث بسبب تجاوزهم للسرعة المسموحة لهم ولكن وعلى ما هو جارٍ في الخطة الامنية المحكمة من ابعاد اي وافد يرتكب مخالفات جسيمة اسهم في التقليل من تلك الحوادث والزحمة المرورية.

جليب الشيوخ.. للمرة الأولى أمان وأمان 

بدوره، قال فالح الحمد إنهم يشعرون للمرة الأولى بالأمن والأمان المروري بعد الجولات المفاجئة، والوجود الرائع لرجال الأمن والمرور الذي حد من الازدحام في منطقة كمنطقة جليب الشيوخ التي تعج بالزحمة الكبيرة والتي تتصدر الاولى تقريبا على مستوى الكويت في الزحمة.

وقال الحمد ان شارع محمد بن القاسم كان من الشوارع المزدحمة دائما ودوما خصوصا يوم الجمعة، وكأن وافدين الكويت جميعهم داخل هذا الشارع، والشارع ليس فقط مزدحما بالسيارات بل بالبشر التي تجوبه، مؤكدا ان هذه العمالة السائبة كانت تشكل خللا كبيرا في التركيبة السكانية فضلا عن تسببها خلقها المشاكل والمظاهر السيئة.

وأكد ان ساكني المنطقة التمسوا هدوءا نسبيا ليس كالمشاهد التي يشاهدونها يوميا، فالبعض من العزابية ارتأى ان لا يفارق السكن يخشى من التعرض الى المسائلة “قص الحق من نفسه” وفضل الذهاب الى العمل والعودة الى السكن فقط لا غير.

وأكد عبدالعزيز خليفة ان التساهل في تطبيق القانون كان سبباً رئيسياً في تجاوز الشباب الطائشين لقوانين المرور، مضيفا ان الواسطة كانت السبيل لإخراجهم من مأزق الغرامة المالية في حال ارتكاب أي مخالفة جسيمة.

وقال خليفة: طالما ان الواسطة موجودة فما المانع من تجاوز الشاب الطائش قوانين وقواعد المرور في السرعة الزائدة الجنونية غير مباليا بالكاميرات المرورية.

ما دام الجيب مليان.. ليش أخاف المخالفة !؟

وذكر أنه قابل أحد هؤلاء الشباب المستهترين في مواقف الجمعية وهو “يشفط” وقلت له ألم تخشى من المخالفة وحجز مركبتك فضلا عن ازعاج الناس، فقال لي ما دام الجيب “مليان فلوس” ليش أخاف المخالفة، وكم تكون؟! مؤكدا ان هذه الفكرة تم تداولها أغلب المستهترين فهذه مشكلة حقيقية غير مباليا بدفع الغرامة، مشيرا الى ان الحملات التفتيشية وتجول الدوريات في الشوارع تحد من عمل هؤلاء الشباب الطائشين غير مبالين بقواعد المرور.

مسببات الازدحام.. العمالة والمقيمين 

ويقول مشاري الجاسم: لقد انتشر الازدحام في جميع مناطق الكويت، وأصبحت مشكلة كبرى لابد من تضافر الجهود للعمل على مواجهتها في أي منطقة من مناطق الكويت، مشيرا الى ان بعض المناطق لقد أصبحت بها من الازدحام وذلك بعد أن توافدت عليها جموع العمالة الوافدة من خيطان وجليب الشيوخ، فحدث تكدس سكاني في المناطق السكنية.

ويضيف الجاسم بقوله: لقد كانت في السابق بعض الشوارع الرئيسية شديدة الازدحام بسبب هذا التكدس السكاني، الشوارع الداخلية للمناطق والرئيسية مزدحمة هي الأخرى، علاوة على ذلك فإن هناك اختناقا مروريا أثناء الذهاب أو الإياب من الدوامات.

ويتابع: ان من أهم مسببات الازدحام في الشوارع هي المقيمين والعمالة بالإضافة الى بعض السائقي الذين لا يعيرون أي اهتمام الى ارشادات قوانين المرور.

وقال الجاسم: لقد كسبت الكويت احد الرجال المميزين والذي برز جهده من خلال الانضباط الامني في طرق الكويت وانتشار الدوريات في كل مكان حيث اثبتت هذه الشخصية البارزة انها على قدر الثقة التي منحها له المسؤولون في وزارة الداخلية، متمنيا من المواطنين والوافدين التعاون معه لاكمال الخطة التي وضعها والتي نتلمس نجاحها من الآن.

“تجري الرياح بما لا تشتهي السفن” 

بهذا المثل ابتدأ حسين العنزي حديثه، قائلًا أن هناك من العمالة التي تعمل في الفترة الصباحية في دوامها الرئيسي وفي فترة الظهيرة أعمال أخرى في صيانة الخدمات المنزلية من تركيب واصلاح الأدوات الكهربائية وصيانة الادوات الصحية وغيرها من الخدمات المنزلية فكانت هناك عمالة تعمل هذه الأمور بأجر رخيص وتكون لديها الخبرة قليلا.

وتابع العنزي قائلا: بعد ظهور الحملة التفتيشية على المقيمين ومن لديهم اقامات منتهية وكذلك النقاط المرورية في الطرق أدى ذلك ان من لديه اقامة على شركة يخشى ان يأتي ويعمل في المحال الأخرى التي اقامته ليس عليها، فتزامن هذا الوضع الى رفع أجور العمال مما دفع الى استغلال من يريد صيانة أحد الخدمات المنزلية.

وأعرب عن شكره للجهود المبذولة من قبل رجال الأمن والمرور في ملاحقة كل من يخالف القانون من العمالة السائبة وكذلك غير مبالين بالارشادات المرورية في السرعة الجنوبية في الشوارع الرئيسية، مطالبا باستمرار هذه الحملة للحفاظ على أمن وأمان البلد.

“أبو منصور” الذي احتار به الطريق الى الحصول الى العمالة التي تعمل بأجر يومي، وقال: لدي عقد عمل في احد الاسواق التجارية وعمالتي على الشركة لا تغطي العمل الذي عقدته مع الاسواق في تحميل الكراتين.

وأضاف: كنت في السابق كان العامل يعمل باليوم الواحد اربع دنانير ولكن في ظل الاوضاع الحالية من الحملات التفتيشية ازداد أجورهم لغاية تصل الى 10 دنانير في اليوم، وهذا ما أدى الى نزع العقد من هذه الاسواق لأن الامر أصبح غير مجدي في ظل ارتفاع اجور العمالة والتحميل في “الهاف لوري”.

وأكد ابو منصور ان من جملة ايجابيات هذه الحملة ان تحد من الظواهر السلبية من سرقات واستهتار بالقانون، وفرض هيبة القانون حتى لا تدع أي مخالف يتجاوز حدوده، متمنيا من فرض القانون على الجميع دون تحيز والا تقع المظلومية على أحد دون آخر، وان يكون القانون كالمسطرة ولا يقبل أي واسطة او تهاون.