قالوا الأولين “الفحل يتعّب اللي ورآه”.. بمعني أن من كان آباءه وأجداده فيهم خير، فهذا معناه حمل ثقيل على أكتاف الأبناء والأحفاد، إذا طلع فيهم خير الناس قالوا أهلهم سابقينهم بالطيب وإن ما طلع فيهم خير قالوا النار ما تورّث إلا الرماد.
وأنا شخصيًا أرى فيكم الخير وأرى فيكم الشجاعة والمرجلة والكرم.. وكثير من الصفات الطيّبة.
وليست هذه المقدمة إلا لفتح صفحة جديدة من الأمل لبروز الوجوه الوطنية الفاعلة والمؤثرة في نفس الوقت، نعم هناك تيارات وهناك سياسيين مؤثرين وهناك أحزاب، وإن كانت غير معلنة وـكثر منها هناك قبائل كبرى بالكويت لها وزنها الذي لن ننكره أيضًا.
وكلها لها الحب والاحترام والإجلال، ولكنها ليست موضوعي الذي أتناوله في هذا المقال، بل موضوعي يتناول شخصيتيّن لهما في نفسي الكثير من الاحترام والمحبة التي ليست وليدة اليوم.
فئة التجار في كل مجتمع هي الفئة الأكثر تأثيرًا علي السلطة، أي سلطة كانت بحكم تشابك المصالح وبحكم أن الاقتصاد هو عصب الحياة، والتجار هم العنصر المؤثّر والمحرّك والفاعل لتشكيل المسارات السياسية، بحكم تداخل المال والسياسة، وبحكم ما عانينا منه كثيرًا في مراحل سابقة من فساد، والسبب تزاوج السلطة والمال، وما جرّتنا له هذه الزيجة الفاشلة والتي لم تراعي حرمة للمال العام.
ان ما وددت التطرّق له هو الدور الفاعل لفئة التجار ومتى ما كانت هذه الفئة ضعيفة أو مهادنة، تجد الأمور السياسية في أي بلد كان مرتبكة، وفيها الكثير من الخلل.. لفقدان التوازن الطبيعي، في المنظومة السياسية.
أمّا عندما تكون فئة التجار لها رأي وشخصية قوية وبعيدة عن التداخلات والمصالح، كما كان أيام الرواد الأوائل من آباءكم الأفذاذ سنجد هناك إصلاحًا للخلل الذي نعيشه وتعاني منه الكويت.
لازال الأمل معقودًا على أمثالكم، ونظن بكم الخير أنتم ومن معكم من بعض الأخوة أيضًا من التجار.
نعم نعلم جيدًا ولا نزايد أو نحسد أبدًا، بل عسالله يزيد لكم ويبارك أيضًا، فالوكالات لا تعد ولا تحصى والمشاريع كثيرة جدًا وهذا ليس لأحد فيه منّه، بل تجارة وتجار أبًا عن جد.
ولكن طلبنا الوحيد أن يكون هناك تجرّد ونكران ذات في حب الكويت والتضحية من أجلها والعمل على استقرارها، ولهذا قد أكون أو قد يظن الآخرين بأنني اختزل الإصلاح والاستقرار السياسي بشخوصكم الكريمة.
أبدًا.. ولكنني أعلم وأعرف مدى قوة تأثيركم الاقتصادي وتكوينكم السياسي الذي لم يأتِ من فراغ، فكلاكما من نفس المدرسة السياسية والاقتصادية العريقة والمتوارثة، بما لا يقل عن الأربعة أجيال وأكثر.
أنتم فوق الصراعات والتحزّب.. فكفاكم انزواء بانتظار النتائج، ومثلكم يجب أن يكون دائمًا هو صاحب المبادرة، وفي الصفوف الأمامية.
نختلف معكم أم نتفق.. ما ذكرته حقائق يصعب على الكثيرين التطرّق لها، لأسباب كثيرة مختلفة.
ولكنني لثقتي الكبيرة في نفسي أولًا ولمكانتكم الطيبة عندي، ولكوني ممن يعرفكم ويعرف إمكانياتكم وقدراتكم السياسية من سنوات طويلة، وددت أن أوجه لكم هذه النصيحة من قلب محب، فالكويت بأمس الحاجة لموقف فئة التجار، وخاصة ممن كان تاريخهم العائلي مجيدًا.
للذكرى فقط.. عليكم بالعوده مرة ومرة ومرة بقراءة تاريخ أسركم الكريمة، ودور رجالاتها الكبير في ما نحن فيه من ديمقراطية.
عسى أن أكون وصلت الرسالة بكل الحب
سلطان المهنا العدواني
أضف تعليق