ودّي أصدق ما تقول ولكن التجارب علمتنا إن كل ما نسمعه مجرّد فقاعات، 250 إلى 270 مليار مرة وحدة، احترموا عقولنا يا إخوان ولا انتوا تظنون هالشعب أصبح بدون عقل.
ياعزيزي يا حبيبي يا غالي شوف غير هالسالفة ترى والله لك مكانة في النفس طيبة فلا تخربها.. والله الناس مو قادرة تستوعب ما تهذون به من أرقام فلكية والديون مغطيتهم من فوق لتحت.
فبلدنا أصبح يضرب بها المثل في الفساد المتفشّي في كل مفاصل الدولة، والغني بها ازداد غنًا والمتوسّط انسحك والفقير ازداد فقرًا، وأنتم تتكلمون عن مدن حريرية ومخملية وأموال تهدر هنا وهناك من غير حسيب ولا رقيب.
يا أخي احنا شعب محترم لنا حق بالثروة التي قاعدين تفسفسونها شمال يمين، ولا بس لعشرة بالمئة والباقي يلمون الفصم وراكم.
عزيزي بوعبدالله.. إذا كان عندك وقت ولو أنني أشك لأن جدولك مزدحم دائمًا، ومن يريد مقابلتك ينتظر أشهر وربما سنوات ليتسني له لقاءك من كثر الشغل.. ولكن إن كان عندك وقت فلتقرأ مقالة سابقة لي قبل سنتيّن عن حلم حلمته وكان باختصار عن حب الحكومة الرشيدة وتعلقها بشخصي المتواضع، وتزكيتي للقيام بتنفيذ خطة للتنميه بمبلغ لا يتجاوز 20 مليار دولار ولمدة خمس سنوات، وعندما تساءلت عن خطة التنميه التي سينفذها أخي طيب الذكر أحمد الفهد ومبلغها الذي كان 37 مليار، وأن ما برتني به الحكومة يتعارض مع ما برت به معالي الأخ بوفهد.
قالوا لا أبدًا اللي لأحمد خلاص ما نبيه وبو فهد باله طويل ومشغول الريال. طول السنة، وأنت متقاعد بسن الشباب بعدما خسرت عليك الدولة انت وأمثالك من ضباط الجيش والشرطة ملايين الدنانير، وأحالتكم للتقاعد قبل أن تصلوا الخمسين لبعد نظرها.. فيجب أن نستفيد منكم مرة أخري.
لن أخبرك عن باقي الحلم الجميل كاملًا، ولكنني سوف اختصره لك، لقد احترت بماذا أعمل بالعشرين مليار، فتفتق ذهني عن فكرة وهي استشارة أهل الخبرة.. فبحثت عن احد أهل الخبرة الموجودين بالديوانيه فوجدت ضالتي بخبير عقاري لم يحصل علي الشهادة المتوسطه ولا يعرف المليار ماذا يعني وكل ظنه انه من عائله كريمه في دول الخليج حسب ما جاوبني عندما سألته تعرف المليار. قال إذا مو عائلة بالخليج. ولا خياط آسيوي.
المهم يا عزيزي يامن كنت أظنه أحد قيادات المستقبل، وإن شاء الله ما يخيب ظني حتي مع هذا التصريح الحلمنتيشي، لقد فكّر صديقي الخبرة وخطط وتكلم وأبدع حتي ظننت انه احد أحفاد ابن خلدون صاحب المقدمه الشهيرة، في تخطيط المدن، فهو شخص بسيط جدًا ولم يتفذلك بل أنكر ذاته ووزّع المباني والمدارس والملاعب وكل المنشآت بطريقة متناسقة وبسيطة ووزّع الفلوس في مكانها الصحيح، وليس لخمس شركات خاصة أكلت الأخضر واليابس ولم تشبع.
ولكنني عندما صحيت من الحلم وجدت أنني في الكويت التي عشتها جيدًا منذ كانت بسيطة في ستينيات وسبعينيات القرن حتي كانت أجمل وأجمل في الثمانينيات وأطال الله بعمري لأعيش أتعس سنواتها ابتداء من التسعين إلى الآن.
بوعبدالله عذرًا على إطالتي للموضوع.. ولكنني ما زلت مصرًا بأن تفاؤلك يحتاج للكثير والكثير جدًا، وأولها إيمانكم بالقانون والدستور والأهم بأن الكويت بها شعب شريف وحر، ولا زال لكم مكانة طيبه في نفسه فلا تخسرها.
أضف تعليق