بعد أحداث الانقلاب العسكري في مصر الحبيبة، وما جرى من أحداث وردود أفعال متنوعة من كافة الأطراف السياسية في مصر والعالم، يجب علينا هنا أن نسلّط الضوء على مواقف مميزة وملفته للنظر من جهات وتوجهات عديدة، ومن هذه التوجهات والأفكار.. طبعًا الليبراليين والعلمانيين بتوجههم، لقد سلك الليبراليون (في معظمهم) توجهاً واضحاً مع الانقلاب العسكري في مصر بل انهم فرحوا فرحاً شديداً وعظيماً انساهم كل الشعارات والاطروحات التي نشروها عند الناس وصدّعوا رؤوس العالم فيها لسنين من مفاهيم الحريات والديمقراطية واختيار الشعوب واحترام قرارها وعدم تدخل العسكر وغير ذلك.
العلمانيون في مصر لن أتكلم عنهم وعن دورهم في مصر، فليس هذا الأمر الذي أريد تسليط الضوء عليه، بل أتكلم عن شخص طالما وقف مع الحراك الشبابي المعارض في دولة الكويت وكان لسنين يعطينا الدروس عن الحريات والرأي الآخر، وغير ذلك، ألا وهو الدكتور سعد بن طفله، حقيقةً لا أنكر أنني متابع جيّد له وكثيرًا ما أعجبتني خطاباته ومقالاته وجريدته الالكترونية، وعلى هذا المسار الذي فيه سعد بن طفله محليًا، كان له مثل أغلب أخوانه من ليبراليي وعلمانيي الكويت آراء فيما يحدث بمصر من أحداث وتحولات كشفت، بما لا يجعل الحيران يشك في أن ما رفعه هؤلاء العلمانيون من شعارات وكلمات وكتابات لا تتعدى كونها زيف وأوراق تتساقط في محك الأزمات، فسعد بن طفله عبّر عن حكمه المسبق على حكم التيار الإسلامي بمصر من أول الأ،مر عندما صرّح أنه يرفض اي حكم ديني على أي دولة، وهنا أسأل الدكتور سعد بن طفله.. من الذي يحدد سياسيًا المسموح له بالمشاركة بالعملية السياسية؟ وهل استبعادك لأي فئة يحق لها المشاركة، ألا يعتبر نوع من الإقصاء الذي ترفضه الحريات والديمقراطية؟ والسؤال الأهم.. ما هو تفسير الأحزاب الدينية؟ فهل أنت ترفض وصاية الدين عليك، وانت تنتمي لدين معيّن، يجب عليك الاستسلام لتعاليمه كاملة بكل جوانب الحياة؟ وإذا كان خيار الشعوب انتخاب هذه الأحزاب، ألا يحتّم علينا احترام هذه الرغبة من الناس وهذه قمة الديمقراطية والحريات؟ وهل دول العالم بكل أنواعها وتجاربها المختلفة تخلو من أحزاب متنوعه من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار؟
فبعد أن بيّنت الخلفية التي يحملها سعد بن طفله تجاه نظرته للتيارات الإسلامية او كما يسميها هو وأخوانه العلمانيون بأحزاب الإسلام السياسي أو الدينية، وهذه الأسماء فيها من الجهل وعدم تطابق المعاني مع الواقع والمصطلحات الشيء الكثير، فمن هنا عرفنا أن سعد بن طفله يكره وصول هذه التيارات للحكم أو الفوز، ولو كانت بأرق الطرق ديمقراطية وأكثر انتخابات مشاركة وقمة بالشفافية، ومن هنا يتبيّن أن حكمه مسبق عليهم، فلن ينظر ويقيّم الأداء أساسًا، لأنه ينظر لها أنها عار يجب أن يختفي بأي طريق، ويجب إبعاد أي تبرير لها، ولأي خطأ تعمله أو ضغوط لأن المطلوب هو إظهارها بالمنظر المشين، فقط لأنها أحزاب دينية، يجب أن لا تنجح، وهذا التفصيل لكلام بن طفله السابق مهم جدًا، لأنه يسهّل علينا فهم رضاه بالانقلاب العسكري البشع الذي حصل بمصر، وفرحته الشديدة، بل والمفرطة مع أن ما حصل يتنافى بشكل كلي مع مبادئ بني ليبرال وعلمان التي أزعجونا بها لسنين، واكتشفنا أنها سراب لا حقيقة له.
يا دكتور سعد ان ما حصل في مصر من نجاح تيار محارب من السلطة لعقود بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وشريك لثورة ضد نظام الحزب الوثني الظالم هو نجاح مستحق بالفوز بالمركز الأول بالجولة الاولى، ثم الجولة الثانية في انتخابات حرة نزيهة بعد سنين من التزوير والفوز بـ99?، ألا يعتبر هذا الأمر خيار الجماهير والشعوب، الذي يجب احترامه؟ وهل يجب علينا احترام الصناديق أم لا؟ مع أن الفوز تم بعد حرب إعلامية محلية وخارجية على من فاز ودفعت الأموال وتحركت الدول على إفشال نجاح محمد مرسي وحاول النظام السابق بدولته العميقه في كل جحر في الدولة بما فيها مشيخة الازهر وإفتاء الجمهورية اللذان حرما الخروج ضد حسني مبارك فلماذا يا دكتور سعد نزعت ثوب الديمقراطية وأنزلت راية الحريات بمجرد وصول من يخالفك فكرياً ؟ ولماذا سعدت بالانقلاب من خلال العسكر وهذا مخالف للديمقراطية فستقول الشعب فأقول لك وهناك شعب آخر بأعداد كبيره خرجت مع الرئيس واستمرت وهي صائمة بهذا الصيف والحر الشديد بأعداد كبيره بشكل يومي وبكل المحافظات فمن الشعب يا ترى؟ والجميل ذلك الشخص الذي اظهر الكذب الاعلامي عندما قاس ميدان التحرير من خلال (google) وتبين بالدقة بأفضل الاحوال لا يتجاوز العدد مليون مصري فقط!! وهؤلاء خرجوا على رئيس لم يمضي عليه سوى عام وفاز بجولتين وقبلها حزبه فاز بمجلس الشعب وبعدها بالاستفتاء على الدستور فماذا تريد زيادة يا دكتور سعد؟
ومن المضحكات أيضًا.. قضيتيّن، وهما إقصاء الرئيس لمخالفيه و(أخونة الدولة)، وأيضاً قضية دمار المجتمع والانجازات وهنا اقول كم عدد الاخوان في السلطة بكافة مؤسساتها وهل حجم الاستقالات التي حدثت قبل الانقلاب هل تدل على (اخونة الدولة)؟ وهل نسيت عندما عرض مرسي كثير من المناصب على خصومه ؟ وهل رأيت حجم الحريات الاعلامية وبالتظاهر ضد الرئيس دون مساس وهل رأيت ماذا حصل بعد الانقلاب من امور من اغلاق قنوات واعتقالات واغتيالات ؟ هل اعمى الله بصرك وبصيرتك يا سعد بن طفله ؟ ، وما رأيك يا دكتور في اعلان الانقلاب من خلال رموز دينية مثل شيخ الازهر والبابا هل هذا من الدولة المدنية التي تتشدق بها ؟ لقد اغضبتك ردة فعل الاخوان والاسلاميين في احداث مصر فلا تتعجب فلماذا لم تتعجب من سعد من الكويتيين بالانقلاب واهتم به بل وباركت حكومتك لذلك وتبرعت له كل هذا لم يثير فيك العجب ! واثار تعجبك من ينتصر للمبدأ ولمن ينتصر للمظلوم ومن ينتصر لفكره ؟ وهل تعلق الكويتيين سابقاً بالشيوعية العالمية والقومية العربية شئ مختلف ؟ أما عن الانجازات فهي كثيرة وليس المجال لذكرها والمعوقات على سبيل المثال الكهرباء والبانزين وقد تم حل المشكلة بعد عزل مرسي مباشرة سبحان الله على تلك المصادفة!! وقد حكم مرسي عام واحد فقط واستلم ارث عقود من انهيار الدولة.
ان ما فعلتموه وما تقولونه يا دكتور سعد جعل كثير من الاسلاميين يكفرون بالديمقراطية لانهم لم يجدوا خصوم محترمين ويقدرون الشعارات التي يرفعونها وثق تماماً واورجو ان تعمل قياس للرأي واتحداك بذلك ان تفعله من الذي زادت شعبيته بعد انقلاب مصر هل هم الاسلاميين ام العكس ومن الخاسر هل هم الليبراليين ام لا ؟ اتمنى ان تفعل ذلك لتعلم الحقيقة وربما تعلم الحقيقة ولكنك فضلت الحرب الاستباقية بالهجوم على الاخوان وضربهم بسبب السقوط المدوي لتيارك وفكرك واكتشاف الناس لكم وللمبادئ الزائفة التي تحملونها وتعجبك من الشيخ عجيل النشمي لدعوته للتغلغل بالعسكر والقضاء من الاسلاميين هذا عليك وليس لك وهذا شئ محزن ان يشعر انسان ان حقوقه لا يحصل عليها الا عندما يكون داخل هذه المؤسسات وهل صار عندك العسكر والقضاء حمامات سلام وعدل سبحان الله.
ان التيار الاسلامي وجماعة الاخوان المسلمين بتاريخها لا تنتهي وتنهار لعزل رئيس بل تعرضت لأعضم قمع وسجون وتعذيب واغتيالات في انظمة علمانية واطية بالعالم العربي وتم اغتيال المؤسس وكثير من الرموز ولم تنطمس هذه الدعوة بفضل الله فلم يستطيع صدام والاسد والقذافي وبورقيبة وبن علي وغيرهم بإنهاء الاخوان فكيف تستطيع انهاء الاخوان بعزل مرسي! وقمت يا سعد بن طفله بدس السم بالعسل عندما قلت الاخوان وقفوا مع صدام وانا اتحداك ان تأتي ببيان رسمي لمكتب الجماعه او الارشاد بمصر وغيره يبين ان الاخوان وقفوا مع صدام او الغزو والبيانات معروفة.
وبعد هذه الجوله السريعه مع الدكتور سعد بن طفله وهو نموذج للعلمانيين والليبراليين اصحاب الافكار البعيدة من التطبيق اقول لسعد وغيره عليكم بالوقوف مع الحق والانصاف وقد فعل ذلك الكثير حتى بعض من يتبنى فكركم وللاسف هم قليل ولا يغلب عليك الحقد والكراهية لمن يخالفك فكرياً.
أضف تعليق