هذه الايام شهدت انتخابات مجلس الامة بالكويت التي تأتي بعد ابطال مجلسين خلال عام واحد وفي وسط هذا التفاعل الضعيف مع الأجواء الانتخابية وهذا أمر غير مسبوق بالكويت وهذا الأمر بسبب الملل من الناس والشعور بالأرهاق من العملية الأنتخابية التي باتت سنوية بل نصف سنوية حتى أن انتخابات الجمعيات التعاونية أقل مدة من مجلس الامة وأيضا توقيت هذه الإنتخابات في رمضان والخوف من شبح الإبطال ، بهذه الأجواء فكرت في ليلة قريبة أننا نفتقد ظاهرة كانت حديث في البلد وأدت الى معارك وتجاذبات وأمور كثيرة كادت ان تؤدي الى نتائج خطيره للغاية وهذه الظاهرة هي المدعو محمد الجويهل الذي ظهر كمرشح ساخر وغير جاد الى أن تحول الى شخص يحارب فئة من فئات المجتمع ويسيئ لها بشكل كبير وأيضاً التيارات الاسلامية بشكل أقل .
الظاهره الجويهلية ليست جديدة في المجتمع الكويتي وهذا النَفَس ليس جديداً ايضاً ولكنه لم يكن بهذا الشكل الكبير والمعلن بالاعلام وغير ذلك من الوسائل، لقد عاش المجتمع الكويتي في زلزال كبير والفتنة بالطعن والتعدي والاستهزاء دون حسيب او رقيب بل بإجراءات شكلية وتهريب تارة وسماح تاره وإخفاء تاره فقط لإمتصاص الغضب مع الصمت الحكومي الذي تم الاكتشاف لاحقاً أن هذه الظاهرة هي اداة من ادوات السلطة بالكويت من منطلق فرّق تسد ولتقوية طرف على طرف والإستفادة من طرف ضد طرف وإنشاء فزّاعة تساعد السلطة بالسيطره على المجتمع وتفكيكه لأن عدم وجود هذه الفزاعه سيجعل الكل يراقب السلطة ويشدد عليها ويطالب بحقوقه ومنع الفساد ولكن في اجواء التفكك سيفكر الانسان فقط في مصلحة فئته ويفكر كيف يضعف من هم يعتقد أنهم خصومه ، هذه الظاهره أتت بشكل رئيسي بسبب وجود رموز قبلية من النواب والسياسيين تأخذ الخط المعارض والمحاسب بشراسه للسلطة وشيوخ الأسرة بالإستجوابات وغير ذلك فنشأ جيل من القبائل يختلف مع الجيل المعروف أو الغالب عند الاخوة القبائل المسالم او الموالي للسلطة بالكويت وكان لكثير منهم علاقة مع السلطة برموزها اقل ما يقال عنه انه صديق قوي ، عندما شاهدت السلطة هذا الواقع قامت بمهاجمة صديق الامس وارسال السفهاء للهجوم والطعن فيهم وفي ولائهم للدولة وكونهم غير اصيلين وبدأت بتهييج الشارع الحضري وخلق روح العداء والخوف من التنين القبلي الذي سيبتلع الحضر ويأكل كل شئ وهناك تفاصيل كثيرة جداً حدثت بحراك كبير كانت القبائل عنصر ضخم فيه وانتهى الى اسقاط رئيس الوزراء السابق وثم انتخابات مجلس فبراير 2012 الذي افرز معارضة شرسة كانت القبائل ممثل كبير فيها وبعد ابطال هذا المجلس واقرار مرسوم الصوت الواحد قاطعت اغلب القبائل وخاصة الكبيرة منهم الانتخابات في ديسمبر 2012 واتى مجلس معزول قبلياً بشكل كبير وفي هذه الانتخابات سوقت السلطة الانتخابات كأنه صراع بين الحضر والقبائل واخذت بفزعة للحضر في هذا الجانب وأحست السلطة بالعزلة في مجلسها الميت الذي قامت بتفصيله حسب المقاس الذي تريده فآن الاوان للسلطة للالتفات للصديق القديم وهم القبائل وزيارتهم وعمل العلاقة معهم انتهى ذلك بتشجيع الفرعيات والتقاضي عنها و(أمور أخرى) وأهم من ذلك اخفاء محمد الجويهل تماماً كنوع من حسن النية مع القبائل .
محمد الجويهل اختفى بسبب مهم ان هذه المرحلة ليست مرحلته لأنها مرحلة صلح مع القبائل فيجب ان تنتهي العبارات السيئة كالطراثيث واللفو والمزدوجين وغير ذلك من افلام الرعب التي يروجونها في الشارع الحضري وانتهت قضية المزدوجين بالمظاهرات والذين يدخلون يوم الانتخابات للتصويت وغير ذلك حتى نجد ترحيب كبير من السلطة والسياسيين المحسوبين عليها بمشاركة جزء من القبائل بعد ان كانوا يبالغون في الطعن فيهم ،ومن هنا نعلم ان مرحلة الجويهل انتهت ولكن ربما تعود اذا تغيرت والامور وهذا حال السلطة بالكويت ليس لها صاحب فيجب الانتباه وعدم التنازل عن المبادئ لأن صديق اليوم هو خصم الغد والعكس فبعد ان عرفنا لماذا فقدنا الجويهل فهل من عودة قريبة ام بعيدة ؟ أقول نعم.
أضف تعليق