وإن لقاكم “الحراك ” سلموا لي عليه، علمونى “حراكي” عامله إيه ” الفُرقة ” فيه.
بعد الاعتذار إلى العندليب الأسمر أتوجّه بسطوري هذه إلى كل عندليب ما زال يشدو بألحان الحراك، فأقول طوال الفترة الماضية كان حال أبناء الحراك مسافرًا ينتظر بين محطتيّن، محطة حال “الفَراش” الذى يقتحم نار “الهقاوى”، فتحترق أجنحته حطبًا، لكي لا تنطفئ جذوة جمرة حلمه، أو محطة حال “الفَرّاش” الذي يكنس مخلفات الخلافات ويضعها تحت سجادة الآمال، وعرق جبينه يزفر لعل وعسى.
أمّا اليوم وفي وسط هذه الصحراء القاحلة التى آل لها مناخ الحراك، فلم تعد أجنحة الفَراش ترفرف إلا حزنًا على الورود الذابلة، ولم تعد طاقة الفراش قادرة على كنس كل هذه الرمال الخلافية المتحركة التى تبتلع كل النوايا الصادقة لشباب الحراك.
المشروع الإصلاحى الذى بشرتنا به المعارضة لابد ان يوجّه إلى الحراك نفسه، ففاقد الشيء لا يعطيه، وبنيان الإصلاح المرجو لا تقيم قواعده سواعد معارضة مشرذمة لا تمتلك الحد الأدنى من الاتفاق، ولا تعرف كوع التكتيك من بوع الاستراتيجية، فتقلب الغاية وسيلة والوسيلة غاية، وتجعل من غاية الهدف الأبعد (الحكومة المنتخبة كمثال)، وسيلة إلى غاية الهدف الأقرب (تعديل قانون الانتخاب كمثال)، بينما الواقع يفرض أن غاية الحكومة المنتخبة لا وسيلة لها إلا تعديل الدستور، ومن داخل المجلس لا خارجه، فكيف ستحل المعارضة لغز هذا الإشكال فى ظل رفضها المشاركة فى الانتخابات، وتركها الجمل بما حمل اعتمادًا على رصيد شعبى يتآكل يومًا بعد يوم، وسيلعب قريبًا على المكشوف و”المستخبى” فى بطن “معاول” أيام المجلس الحالي.
على المعارضة إن أرادت الخروج من عنق الزجاجة ان توجّه مشروعها الإصلاحي إلى داخل الحراك نفسه، فتحاول ترتيب اوراقها المبعثرة بفعل رياح الخلافات والإقصاء، وتسعى لكي تؤسس لها ميثاقًا أساسيًا مقبولًا من كل الأطراف، على أن يكون له ظلال على أرض الواقع لا الخيال، وعليها أيضًا ألا تتخذ موقفًا مسبقًا من أي تغيير قادم للدوائر أو الأصوات، يصدره المجلس الحالي فتقع فى الفخ مرة أخرى، وتنكث غزل “مرونتها السياسة”، لتذروه عواصف الواقع.
وعلى أبناء الحراك إعطاء فسحة من النقد السياسي مؤقتًا لساسة المعارضة حتى يحرروهم من كابوس الاحتراق السياسي، ويخرجوهم من تراجيديا مطرقة الجماهيرالمتربصة وسندان الواقع السياسي.
سيداتي، آنساتي سادتى.. أبناء الحراك الكرام ، من كان بيته “عنق زجاجة ” فلا يرمي المواطنين بحجر فى حال اعطوه ظهرهم، ورموا أوراق واقعيته فى مهب الريح، والسياسة جواد جامح لا يمتطي ظهرها إلا من كانت واقعيته ومرونته “هب ريح”.
بقلم.. فالح بن حجري
@bin_7egri
أضف تعليق