(تفنيد فكرة امكانية إبادة الاسلاميين)
إن الأحداث التي في مصر منذ نجاح الرئيس الشرعي محمد مرسي من تضييق وإفشال لتجربة حكمه بأيادي داخلية وأموال خارجية وتخطيط غربي وجاءت بالأعاجيب فالحرب على مرسي كانت خيالية خارجياً وداخلياً في تلك الدولة العميقة التي بناها الحزب الوثني حزب حسني والسادات وبقية المجرمين الذين حكموا لعشرات السنين وجعلوا مصر دولة في غاية العجز المالي والمعيشي بسبب سرقاتهم وسوء تدبيرهم وانحدارهم بحرية الراي وحقوق الانسان، ومع وجود الدولة العميقة والحرب الدولية لإفشال تجربة التيار الاسلامي في الحكم ومع هذا ما هان عليهم أن يكمل مدته أو نصفها على الأقل !! فقاموا بعمل مؤامرة الإنقلاب التي اشتركت فيها احزاب الكفر والمؤامرة على كل اختلافهم وكآني مازلت اتذكر كلمات جميلة من ذاك النشيد الإسلامي الذي فيه (تفرق جمعهم إلا علينا) عندما اجتمع مجموعة من الشعب لا تتجاوز المليون وفقاً لأدق الاحصائيات في مقابل وجود مجموعة اخرى تؤيد الرئيس وفجأة تدّخل الجيش وأسقط الرئيس المنتخب من الشعب بالصناديق بحجة انه خيار الشعب !! كيف علمتم انه خيار كل الشعب وكيف تدخلتم في الحياة السياسية يا جيش مصر وتبين لاحقاً وفقاً لتقارير امريكية وعربية أن هذه العملية معد لها سابقاً ولا علاقة لها برأي الشعب بل أن مظاهرات 30-6 كانت لتجميل الوجه القبيح لهذا الفعل الذي حشدت له الكنيسة بثقلها وفلول الرئيس السابق وكارهين التيار الإسلامي مع بعض من هم حسن النية وبعدها حدثت أمور كارثية من اعتقالات لقيادات اسلامية واغلاق قنوات مروراً بالإغتيالات لتهوي اكذوبة كبرى إسمها الديمقراطية والحريات وحقوق الشعوب وقد خرجت من افواههم واقلامهم رغبتهم في اجتثاث التيار الإسلامي وإنهاؤه فهل هذا ممكن حدوثه؟
إن التاريخ السياسي للتيار الاسلامي شهد من الإبتلاء في التضييق والمحاربة الشيئ الكثير بل ربما لم يحصل لأي تيار مثل هذا الأمر من المحاربة والإستئصال بعد إنتشار دعوة الاخوان المسلمين بعد تأسيسها اتت الأوامر الغربية لتصفية الجماعة واغتيال مؤسسها ظناً منهم أن ذلك الفعل سينهيها وبالفعل حوربت الجماعة وتم اعتقال وتعذيب قياداتها وحلت الجماعة في عهد فاروق وتم اغتيال الامام حسن البنا رحمه الله وحتى في جنازته حورب ولم يمكنوا الرجال من الصلاة عليه فهل انتهت الدعوة ؟ لا طبعاً واستمرت الى سقوط فاروق وزادت قوة في بداية عهد العسكر وعبدالناصر الى ان حدثت المؤامرة الكبيرة المسماة بحادثة المنشية او مسرحية المنشية التي ادعى فيها المجرم عبدالناصر ان الاخوان حاولوا اغتياله وثبت من مذكرات كثيره منها لمحمد نجيب ان الامر كله مفبرك وذلك للقضاء على الاخوان الذين طالبوا عبدالناصر في تنفيذ وعده بتحكيم الشريعة الاسلامية وفي هذه الفترة كانت الحملة الشرسة على الاخوان بإعتقالهم وتعذيبهم وحصار مؤسساتهم حتى لم يشك احد بإنتهاء الجماعة واجتثاثها مرورا بإعدام عبدالقادر عوده وسيد قطب رحمة الله عليهم وبعد هلاك عبدالناصر اتى الانفراج بعهد السادات في بدايته ثم عاود على فعل سابقيه بقمع التيار الاسلامي ومحاربته ثم جاء عهد حسني مبارك واستمر المسلسل لثلاثة عقود من استبداد الحزب الوطني الى ان سقط حسني بعد احداث الربيع العربي ، ومثل هذه الاحداث حدثت في معظم دول العالم الاسلامي في الشام من حافظ الاسد وابنه وتونس من بورقيبه وبن علي والجزائر من الانقلاب عدما فاز الاسلاميين بالانتخابات بالاغلبية الساحقة وتم القتل فيهم مروراً بإجرام وطغيان ليبيا القذافي والحرب الابادية في العراق على يد حزب البعث المجرم صدام وتركيا العلمانية التي حاربت الاسلاميين حرباً لا هوادة فيها وغيرها من البلدان الاسلامية.
بهذا العرض السريع التاريخي والمكاني لما حصل تحديداً في مصر والدول الاسلامية من اجتثاث الاسلاميين والاخوان لم يتحقق مع كل محاولات القتل والتعذيب والمحاصرة والتضييق واغلاق المنابر والمرافق فهذا الامر يعطي مؤشر مهم يجب ان يعلمه الطغاة جيداً انه لم ولن يتم انهاء الاسلاميين من الوجود وقوتهم وتخذيلهم ، ولقد فعل الافاعيل طغاة هم الاشرس ربما في تاريخ الامة من الطغيان ولم ينجحوا في ذلك الامر فيتبين هنا ان التيار الاسلامي بسبب ادبياته وروحه الكبيره في فقه الابتلاء والصبر والمعاني الذي يتربى عليها تجعله جاهز للابتلاء والتعامل معه وعشق الموت في سبيل الله والصبر فيه فأجيال تتربى على سورة البروج والايات القرآنية في الصبر والابتلاء والثبات وعلى السيرة النبوية واحداثها وشعارات (الله غايتنا والرسول قدوتنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله اسمى امانينا ) وكتب الظلال والمعالم لسيد قطب وغير ذلك فلا خوف ولا تنازل ولا سقوط وفي هذه الدول الاسلامية كلها وضح في نهاية المطاف أن مهما حدث للاسلاميين فهم باقون ومستمرون ولن يستطيع احد القضاء عليهم بل يزيدون قوة فكلما يزيد الابتلاء يزيد الايمان والتمكين ودائماً يظنون انهم كلما حاصروا وإغتالوا القيادات والمشايخ يساهم هذا الامر بإنتشار فكرهم وسيرتهم كإنتشار النار بالهشيم فما نفع اغتيال البنا وسيد قطب وعزام وعوده وغيرهم الا ان انتشرت سيرتهم وخلد ذكرهم وانتشرت كتبهم ومقولاتهم واشعارهم وتم تمكين من يحمل فكرهم فهل يقرأ التاريخ من يؤمن بنظرية الاجتثاث والاستئصال والابادة فهل من مدكر!؟! يا حسرة على العباد!
أضف تعليق