أعتقد أن الزمن أعطانا ملخصًا واضحًا ذو شواهد وأدلة متتابعة ورجّح كفة “المتشائمين” الساخطين على حالنا “العربي”، فحالنا في السنوات الأخيرة كحال قطة شوارع تملك القوة والمرونة والسرعة في اتخاذ قرار الهروب من مواجهة أعدائها، إلا بنو “جنسها” فهي تصارعهم على قطعة لحم نتنه وتخشى من “تهويشة” طفل لا يتجاوز عمره السابعة، كل ذلك لمجرّد أنها تراهُ أكبر حجمًا وأثقل وزنًا فهي مهووسة ومشبعة بالأفكار التي جعلتها مقتنعة تمامًا من عدم قدرتها على الثبات حتى ترى ماسبب “التهويشة”، فربما تكون قطعة لحم نظيفة يريد رميها لها حتى تأكل لوحدها، ولربما أيضًا أنه بعد أن يرمي بالقطعة الصغيرة سيوفّر لها الحماية من بني “جنسها” الذين سينهشونها، لكي يقصونها وينفردون بـ”اللحمة”، فلو ثبتت لتمتعت بها وأشبعت غرائزها لوحدها وبِحريةٍ مطلقة.
من وجهة نظري أن القطة أشجع من حالنا، فهي ستتناسى أفكارها المحبطة لقواها عندما تقع في مأزق و”تُحشر” في زاوية، لأن حينها ستهجم حتى تتخلص من فكرة “الموت”، أمّا حالنا الذي نعيشه ليس إلا تخلّي تام عن المسؤولية تجاه أنفسنا واعتماد مطلق على من سيرمي لنا قطعة “اللحم”، ويوفّر لنا الحماية الدائمة حتى ننتهي من أكلها دون تدخل بنو “جنسنا المتوحشين” علينا فقط.
فأين يجد العالم الغربي تلك “القطة” في نفسه؟ وماهي نظرته لها؟ وهل يراها في هاوية العصر؟ أم في ” حاويته “؟ أرى أنه يراها في “حاوية الهاوية”
قطرة أخيرة في بحر “العرب”:-
- التنازع من أجل قطعة “لحم” نتنة كانت أم نظيفة، محفّز رئيسي لأكلنا جميعًا في لقمة واحدة سهلة الهضم.
- ربما تُحرِك أمواجهم لصد أعدائهم، بدلًا من ارتطامها بشواطئهم فقط.
أضف تعليق