كتاب سبر

رئيس الوزراء … المؤقت !

تعوّدنا في الكويت على جو اللا استقرار الحكومي، فعندما نتحدث عن أداء وزير- سواء بالسلب أو بالإيجاب – ستكون ردة الفعل “ما راح يطوّل”، ولم يختلف الوضع مع رئيس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، الذي نجح وبجدارة في إقناع الناس بأنهُ فعلاً رئيس وزراء “مؤقت”.
فشريحة كبيرة من الشعب لا تتعامل مع رئاسته بجدية، فالمعارضُ يستكثر عليه كلمة “ارحل”؛ لعلمهم بأنه لا شكَّ راحلٌ عن منصبه، أمَّا أصحابُ الرأي من العقلاء- وهم قلة- فيبخلون عليه بالنصيحة الصادقة نأياً بنفسهم عن “عوار الراس”، و لعلمهم بأنّه- وإن اقتنع بما يقولونه- لا يملك سلطةَ القرارِ، وهم في ذلك على حقٍّ؛ فالإدارة إمَّا مركزية تعتمد على قرارٍ فرديٍّ موجه، أو لامركزية تعتمد على التفويض والمحاسبة. أمَّا سمو الشيخ جابر المبارك فقد ابتدع نظاماً جديداً اسمه نظام (اللا إدارة)؛ فهو رئيسُ وزراءٍ لا يملكُ خُطةً، ولا يعلم كيف يتم إعدادها، وفي الوقت نفسه فإننا نراه يصرّح هنا وهناك بكلامٍ لا يقبله عقل عجوز جاوزت الثمانين، لكنه وعلى الرغم من ذلك لا يزال يصرّح عن الأمل وضرورة التفاني بالعمل، ويتحدث عن حبِّ الوطنِ وكويت المستقبل كأنَّه “ماما أنيسة” عندما تتحدث مع أطفالٍ بمرحلة الروضة.
يا سمو الرئيس، ما مزاياك؟
لقد صرَّحت لطلبة اتحاد أمريكا- وهم بعمر أحفادك- تصريحاً نقله الجهاز الإعلاميُّ الحكوميُّ (كونا) بأنَّ “الإشاعات التي تُتداول بين الفينة والأخرى ضررها كبيرٌ على الوطن، وبسببها تأخرت كثير من المشاريع التنموية”..!!
إذا كنت يا سمو الرئيس لا تملك القدرةَ على الحديثِ بعفوية، وتهاب الظهورَ فيبثٍّ مباشرٍ، ولا يمكنك الدخولُ في نقاشٍ مفتوحٍ تدافعُ فيه عن أدائك وأداء حكومتك، وتعلم بأنَّ قدراتَك في الحديثِ وفن الخطابةِ معدومةٌ، فلماذا تضع نفسكَ دائماً بـ “مواقف بايخة”
ولنعود معك للواقع السياسي المحلي، كيف ستتعامل مع الصراع النيابي- الحكومي المرتقب؟
دعني أجيب عنك: ستكون يا سموك متفرجاً بالصف الأمامي، لا تملك سوى القدرة على العتب والتعبير عن الاستياء، وإبداء الامتعاض، لأنَّ هذا “حد يوشك”.
وأنا لا أظن بأنَّ مقالي سيغيّر من الأمر شيئاً، لكنها فضفضة من مواطن يخجل من أننا نعيش في العام 2013، ولدينا كلُّ مقومات النجاح، بالإضافة إلى الوفرة المالية، ومع ذلك لدينا رئيس مجلس وزراء “غير ناجح”، وهذه ألطف عبارة بإمكاني استخدامها لوصف أدائك دون تجريح.
سمو الشيخ جابر المبارك، لم يبق من العمر مثل ما مضى، وللناس الحكمُ على الأفعال، ولله وحده الحكم على النوايا؛ لكنَّ الكويت أكبر منك ومنَّا جميعاً، فأنت مجرد شيخٍ مرضي عنه سعيد بمنصبه لا أكثر، وسيأتي من بعدك شيخٌ نتمنىأن نرضى عنه كشعبٍ لنسعده في منصبه.
عسى الله يهديك
والله الحافظ و المستعان
(بالتزامن مع الشرق القطرية)
@abdulaziz_anjri

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.