مشروع سد النيل، وما أدراكم ما مشروع سد النيل.. الذي غاب عن عقول ساسة أثيوبيا إلى أن جاء عهد “مرسي”، فثارت العقول وقرعت الطبول، وعندها خطرت على بالهم هذه الفكرة الشيطانية التي لم يقبلوا بنقاشها من قبل دول حوض النيل المتضررة بالتأكيد من هذا السد “الإثيوصهيوأمريكي” الأثيوبي الواجهة فقط.
مثل هذه المشاريع التي تنشأ لكي تقصي أطرافًا لمصلحة أطراف أخرى، لا مبرر لها سوى الحسد والطغيان، ففي بلدي النامي بنى ذاك السد العظيم المنيع الذي وصف بـ”سدٍ لا تعبره البعارين!”، ومع ذلك حاول شبابُ وطني الطَموح هده أو على الأقل عبوره، ولكن البعير وقف على قمة هذا السد وساعد على ردعهم من هدّه بكل ما أوتي من قوة، وهذا السد أصبح مكشوفًا عاريًا يراه الأعمى ويدركه الطفل قبل وعيه ونضجه.
فمن قال أن الحراك قد مات فهو واهم فالحراك حراك (ثقافة وفكر)، وليس حراك مسيرات وشوارع فقط، ولذلك مازلنا متمسكين بحراكنا ولن نتخلى عنه.. فعدم نزولنا للشارع ليس استسلامًا، بل هو ركود وهدوء فُرض علينا وأرى أن فرضه جاء في وقت مناسب، فلكي تقفز أي حاجز لا بد من أن تقف ثم تعود ثم تُقدم، معظمنا يريد الإنجاز ويسعى بطريقته، والأهم هو المحافظة على مستوى الثقافة والوعي والإيمان بالفكرة ومحاولة تنميتها وإيصالها بالمحيطين بنا، لذلك ليس علينا سوى الثبات والتوسّع فكريًا وثقافيًا حتى نعود بعد ذلك، ونقفز الحاجز بكل جرأة وإرادة وعزيمة.
فمهما علا الحاجز أو وضعت الحواجز تباعًا، سنقفز واحد تلو الآخر بكل سهولة، وستكون الدفعة قوية من النقطة التي سننطلق منها من جديد، لأننا جمعنا بها القوة الكافية لكسر الرقم القياسي الذي حققه “فيلكس”، فهو جمع قواه في نقطة ثم انطلق.. ونحن يجب علينا جمع قوانا حتى نتمكّن من “كسره”.. وسنهدم “السد” العنيد ولا نبالي.
همسة أخيرة
“الحسد هدّ البلد”..
بقلم.. بندر الهاجري
أضف تعليق