لابد وأن كل مواطن يعيش على هذه الأرض التي وهبها الله قوتُ الحياة المعاصرة والمستقبلية يخشى من يوم زوالها، كل إنسان مؤمن يعلم علم اليقين أن النعمة ما لم تدارى وتصان سيصبح زوالها واقع لا محالة، ليس كذلك فحسب.. بل إن زوالها سيخلّف حسرة وأثر على كل يوم عشناه بلا مبالاة ودون تحرّك يوقف من عاث بهذه النعمة دون تدبير أو تفكير ولم يحافظ عليها أو يستثمرها أو على الأقل إيجاد بديل لها للمستقبل الغير معلوم والوعود المغشوشة.
فالذهب الأسود ما لم يحفظ لليوم الأسود، لن ينفعنا حينها ندم ولوم كل منّا للآخر، فهو اليوم يستنزف و يدار بأبشع صور الجهل والطمع وعدم الإدراك، فالمسبب الرئيسي لآلام الغد هو إهمال اليوم، ولن يتألم سوانا وربما أولادنا، أو أحفادنا – قد أكون متفائلاً هنا -، فالناس المتفائلة والناس التي تدعو للتفاؤل ينقسمون إلى قسمين، الأول ناس طيبة خيّرة، أمّا النوع الثاني فهم من يتمتع اليوم بهذا الذهب، فهم بدعوتهم لنا للتفاؤل يهدفون إلى (تخديرنا)، فكلما تخدّر الشعب كلما امتلأت بطونهم وفاضت أصولهم داخل وخارج البلاد، ولن يكترثوا لانحدار الوطن والمواطن إلى هاوية لن ينجو منها إلا من يملك طائرة خاصة به، أتى بها من قوت الوطن والمواطن.
فإن من يسيّطر على هذا المصدر الوحيد لسد احتياجاتنا يشرب منه ولا يريد أن يرتوي ويشربه بشراهة، لكي ينتفخ ثم ينفجر وتأتي سلالته من بعده وتكمل مشوار (الامتصاص ) بانفراد وانعزال تام… وهكذا.
يجب على المخدرين من أبناء وطني الاستيقاظ والنهوض للعمل على إيجاد حل لهذا (الطمع الجشع بلا شبع)، وإنهائه وليعلموا أنهم واردو إحدى الحوضين في هذه الدنيا “حوض المنايا” أو “حوض الظفر”، فيا أمةً نمت من نفطها أمم، فظلّت نائمة ونامية اظفري وحاربي.. حتى آخر قطرة.
•مناجاة :
– يا ( ذهب )… حينما ( تذهب )،
خذني معك
بقلم.. م. بندر الهاجري
أضف تعليق