كتاب سبر

إلغاء الطوارىء فى مصر

لم يبقَ سوى ساعات.. وتُلغَى حالة الطوارئ.. وحظر التجوال.
ذلك الأمر الذى فرضه الإخوان على الشعب.
فرضوا الطوارئ وحظر التجوال نتيجة إرهابهم ضد الشعب الذى بدؤوه بعض فضّ اعتصام رابعة والنهضة اللذين كانا بمثابة اعتصامات مسلحة.. وحاولت الجماعة أن تربى الشعب وترهبهم بعد أن أفقدهم الشعب السلطة التى حاولوا بها أن يحولوا مصر إلى عزبة خاصة يتحكم فيها مكتب إرشاد الإخوان.. وأن تصبح مصر للأهل والعشيرة على حساب الشعب والوطن.
لم يكونوا يريدون أن تخرج مصر من تخلفها.. وتنطلق إلى عالم المجتمعات المتقدمة.. ويحقّق الشعب أهداف ثورته فى الحرية والديمقراطية والكرامة.
فأرادوا سرقة الشعب.. وحققوا ذلك بزعمهم أنهم الثوار الأحرار.. وأصحاب ثورة 25 يناير، وهم الذين كانوا متواطئين مع السلطة وقتها.. وكانوا يعلنون أنهم ليسوا دعاة ثورة وليس لهم علاقة بدعوات 25 يناير.
وفجأة استغلوها.
وفجأة هربوا من سجونهم.
وفجأة.. فتحوا حوارًا مع السلطة القائمة.
وفجأة.. سطوا على الثورة.
وقدموا أنفسهم على أنهم أصحاب الثورة.. وأن لهم القدرة على إدارة البلاد.
ونجحوا بالكذب والتضليل فى السيطرة والتمكين.
وسرقوا الدولة.
ودمروا المؤسسات.. وكانوا فى طريقهم للتخلص منها لإعادة بنائها على طريقتهم.
حولوا مصر إلى دولة فاشلة.. بعد أن تخيل الشعب أنه فى سبيله إلى الانتقال إلى دولة متقدمة.
فلم يكونوا يسعون إلى بناء مصر بقدر ما كانوا يسعون إلى سيطرة الجماعة بالأهل والعشيرة على مقدهَرات البلاد.. وجعلها فى خدمتهم.
واستعانوا بالإرهابيين القدامى.. ومنحوهم المكافآت والمنح والعطايا.
ومنحوهم العفو والحصانة.
بل جعلوها يشاركون فى كتابة دستورهم.
فى نفس الوقت أطلقوا إرهابييهم فى سيناء لتهديد مصر كلها.
وصنعوا علاقات مع دول أجنبية من أجل مصالح الجماعة.. لا من أجل صالح الوطن.
وخانوا الشعب الذى منحهم ثقته بعد أن اعتقد فيهم أنهم يعملون كما ادعو بمبادئ الإسلام، فإذا الإسلام منهم برىء.
وكشَفهم الشعب وفضَحهم فشلُهم.
فخرج الشعب فى ثورة عليهم يطالب بعزلهم بعد أن فشلت كل أفعال القوى السياسية معهم.
واستطاع الشعب استعادة جميع المؤسسات التى حاولت الجماعة هدمها.
واستعاد الشعب الدولة فى الثورة التى انضمّ إليها الجيش والشرطة.
لكن لم يحترم الإخوان إرادة الشعب.
وقرروا إرهاب الشعب.
وفوّض الشعب الجيش والشرطة فى محاربة الإرهاب.
ولم يتعظ الإخوان من أن الشعب أراد.. ونفذ ما يريده.
لكن الإخوان أرادوا أن يثبتوا فعلاً أنهم جماعة غير وطنية.
وأن مشروع الجماعة هو الإرهاب.
وسعوا إلى التدمير والخراب.
وسعوا إلى تعطيل انتقال البلاد إلى مرحلة جديدة من البناء والتنمية وإعادة الدولة.. واستعادة الدور المصرى الذى أسهموا فى تدميره وتحويله إلى خدمة الجماعة.
وسعوا إلى الإرهاب.
وسعوا إلى اتهام الدولة بأنها التى تمارس الإرهاب، ووجدوا من يروج لهم ذلك.
فكان لا بد من فرض الطوارئ وحظر التجوال فى ظل تلك الظروف التى تعين الإخوان «الإرهابيين» فى مواجهة الشعب.
وتصدى الشعب لإرهاب الإخوان.. رغم حنية السلطة القائمة أحيانًا على السلوك الإخوانى.
وها هى ذى الدولة تستعيد حضورها من جديد.
فلا طوارئ.. ولا حظر.
لكن هناك من لا يريد ذلك.
يريد أن يستمر الإرهاب.. وتستمر الطوارئ.
يريد مزيدًا من الفشل.
لكن الشعب سيفرض إرادته فى النهاية.

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.