هل كنا فى انتظار شهادة جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكية، عن سرقة الإخوان ثورة 25 يناير؟
.. بالطبع لا، فقد قلنا من أول يوم إن الإخوان يسرقون الثورة.. ويحاولون أن يغيروا شاكلتهم بأنهم «ثوار أحرار».. ولكنهم انكشفوا سريعا.. فلم يكونوا أبدا ثوارا ولا أحرارا.
.. فهم سرقوا الثورة وساعدهم -للأسف- كثيرون على السرقة والسيطرة.
ولعل نظام مبارك نفسه هو من بدأ فى مساعدة الإخوان على سرقة الثورة لتشويهها وإجهاضها.
.. ولعل ما كان يجرى من مفاوضات واتفاقات بعيدا عن الثوار لإجهاض الثورة وبمشاركة عمر سليمان، الذى لا أعرف كيف يجرى الاحتفال به الآن؟.. وهو الذى كان على رأس الأدوات الفاسدة والقمعية والمستبدة لنظام مبارك.. وهو نفسه الذى أتى بالإخوان على رأس الثورة عندما استدعاهم للحوار باعتبار أنهم أصحاب الثورة، فى الوقت الذى رفض فيه الأصحاب الحقيقيين والثوار الأصليين التفاوض مع ممثلى النظام الفاسد والمستبد.
فنظام مبارك كان دائما على اتصال مع الإخوان عن طريق أجهزته الأمنية بما فيها عمر سليمان، ويتوطؤون مع بعضهم على حساب الشعب.. وكانت الجماعة تحت رعاية النظام الفاسد والمستبد، يستخدمها فى الداخل والخارج عند اللزوم.. وكأن هناك اتفاقا بينهما.. ولعل ما جرى فى انتخابات مجلس الشعب 2010 وإصرار الإخوان على المشاركة فيها دليل على التعاون والتنسيق بينهما، فقد ضرب الإخوان عرض الحائط باتفاقهم مع القوى الوطنية الحية بمقاطعة تلك الانتخابات، لإصرار نظام مبارك على التزوير والتوريث.. فكان لا بد من تعريته، إلا أن الإخوان، ومعهم السيد البدوى بحزبه، رفضوا وتواطؤوا مع الحزب الوطنى الفاسد ونظام مبارك لتغطيته من التعرية، من أجل المصالح المشتركة على حساب الوطن والشعب.. وإن حاولوا بعد ذلك ادعاء البطولة بإعلان انسحابهم فى الجولة الثانية من تلك الانتخابات.. لكن بعد إيه؟!!
.. فنظام مبارك وأجهزته الأمنية هو الذى أسهم فى تغذية الإخوان وتفحلها.
.. ولعل يفهَم ذلك الذين يخرجون علينا الآن وينتشرون ويتصدرون المشهد وهم الخارجون من عباءة أجهزة مبارك الأمنية.. ليعلمونا الآن الوطنية والثورية.. وهم الذين لم يتركوا فصيلا وطنيا إلا اتهموه بأرذل التهم.. إنهم يزعقون فينا الآن ويعلموننا الوطنية.. يا سبحان الله!
.. وقد شجع نظام مبارك وحوارات مندوبه عمر سليمان مع الإخوان فى أحداث ثورة 25 يناير على ادعاء الإخوان بأنهم أصحاب الثورة.. وأن كلمتهم هى العليا.. ومن ثَمّ دخلوا مع جنرالات المجلس العسكرى فى طرح أنفسهم كبديل.
.. وأسهمت سياسات الجنرالات الضعيفة فى تدخلات الإخوان وفرض رأيهم ومن ثم تدخلات أجنبية بعد أن استطاع الإخوان بقدراتهم التنظيمية والاتصالية تقديم أنفسهم كبديل منظم يستطيع السيطرة على مقدرات البلاد.
.. وأسهم بعض العرابين، من السياسيين ورؤساء الأحزاب، فى تدعيم صورة الإخوان سواء عند جنرالات المجلس العسكرى، أو فى الخارج، على أنهم البديل الذى يستطيع إعادة التوازن مرة أخرى للبلاد، بعد الفوضى التى تركها متعمدا نظام مبارك وأجهزته وأركانه بمن فيهم عمر سليمان ورجاله وأذنابه ومخبريه.
.. وبالطبع تمسك الإخوان بتلك الصورة، والتى دعمتها شخصيات سعت للتحالف معهم، وكانت صوتًا لهم، وهى نفسها كانت تعمل مع نظام مبارك.. ولأن الإخوان جماعة «غشيمة» فى السلطة، فلم تحافظ على تلك الشخصيات، واستبعدتها من حظيرتها، لأنها جماعة لا تثق إلا بالأهل والعشيرة.. ومن ثم حرقت تلك الشخصيات أمام الجميع.. ولأن هذه الشخصيات ليس عندها دم، عادت مرة أخرى هذه الأيام، وادعت أنها كانت ضد الإخوان وضد استبدادهم، كما كانت ضد استبداد مبارك، رغم أنها كانت ضمن أجهزة مبارك الأمنية، وتحاول الآن تقديم نفسها بأنها الثورية وتعمل من أجل الوطن.. وهى فى ذلك كاذبة ومضللة، تعمل لمصلحتها الشخصية ومستعدة للعمل مع أى نظام من أجل تلك المصلحة، ولا يفرق معها أن تكون مع الإخوان أو مع غيرهم.
فمعروف من البداية أن الإخوان سرقوا الثورة.
.. ومعروف أن نظام مبارك هو الذى قدم الإخوان باعتبارهم أصحاب الثورة.
.. ومعروف أن هناك رجالا، أو قل أشباه رجال، يحاولون الآن تصدر المشهد، تعاونوا مع الإخوان باعتبار الجماعة وقياداتها هم قيادات الثورة.
.. ومعروف أن رؤساء الأحزاب ما زالوا على رأس المشهد الحزبى التافه والضعيف، أسهموا فى سرقة الإخوان للثورة، بالتغطية على مواقفهم المتواطئة مع نظام مبارك وتبعيتهم لأجهزته الأمنية.
.. فلسنا فى حاجة إلى شهادة كيرى.
.. فالشعب كشف ذلك مبكرا.
.. والشعب تخلص من الإخوان.
.. وعقبال الباقين.


أضف تعليق