حالة المطر كشفت حالة الحكومة.
ارتباك وغياب كامل عن مشكلات الناس..
ربما تكون الحكومة مشغولة فى الاستعداد لاستفتاء الدستور.. وهذا حق.
لكن لا يغنى ذلك عن الاهتمام بمشكلات الناس.
فلم نرَ أى مسؤول فى الحكومة يتحرك وينزل إلى الشارع، ليرى ما فعل المطر فى البلد والناس.
لم يتحرك أى وزير مسؤول.. ولم يأخذ مبادرة للنزول إلى الشارع، كأنه فى انتظار التعليمات التى تأتيه من فوق.
ولم تكفِه حالة الارتباك وغرق البلد وتحولها إلى برك تعطل الحياة.. فلن تأتيه التعليمات، فالكل مرتبك ولا يدرى، الرئاسة أولًا أم البرلمان ومتى؟!
لم تتحرك «الأحياء» بسيارتها التى توجد فى المخازن لإنقاذ الشوارع من البرك.
ولم ينزل أى محافظ إلى الشوارع ليتابع ويراقب مرؤوسيه الذين لم يتحركوا.
ولم نجد وزيرا كوزير التنمية المحلية يتحرك من مكتبه إلى الشارع ليرى ما أحدثه المطر فى الشوارع وفى الناس.
وهو الذى بنى مجده كمسؤول حكومى بتحركاته خلال فترة وجوده على رأس محافظة قنا.. ولكن يبدو كِبر السن أصبح له تأثير.. وجعل الناس يركنون للراحة.
حتى الوزير النشيط الذى تجده كل يوم فى محافظة ويزعج الصحفيين الذين يتابعون أخباره، وقد رشحه البعض لرئاسة الحكومة من أجل نشاطه لم يتحرك خلال أيام المطر..
طبعًا لا نتحدث عن رئىس الوزراء الذى اعتبر ما حدث جاء فى أيام إجازة «الويك إند».. فلا داعى لنزول الشارع والاطمئنان على الناس.
فليس مهمًّا حالة الناس الغلابة التى أظهر المطر كم هى حالة الفقر المنتشرة فى مصر حتى لا يجد الملايين «بطانية» للغطاء فى تلك الأيام القارسة.
فلم يفكر السيد رئيس الوزراء فى التحرك بالنزول إلى الناس ويرى فقرهم على الطبيعة.. هؤلاء الذين كان يجرى استغلالهم بالسكر والزيت!
لكن الذين يديرون البلاد ما زالوا مغيبين تمامًا ولا يدركون أنهم يهينون هذا البلد ومواطنيه بطريقتهم فى الإدارة.
لقد غرقت البلاد وفضحت من يديرونها، وحتى المدن الجديدة تحولت إلى بِرك.. ولم يتحرك أحد!
إن الارتباك الذى عليه من يريدون البلاد، يتحول مع الوقت إلى غياب تام عن حاجات الناس، وهو ما ينذر بشؤم.


أضف تعليق