فى مجال لغات التواصل مع الآخر، نجح “لويس بريل” فى اختراع لغة للمكفوفين سميت باسمه، كما نجح “كليرك” و”قالودينت” فى تطوير لغة إشارة للصم والبكم، بل ونجح أيضاً بعض العلماء فى فك لغة الحيوانات فعلموا الشمبانزى “بانبانيشا” تكوين جمل طويلة بالإنكليزية وفق القواعد الصحيحة، كما نجحوا كذلك فى جعل الدولفين “فونيكس” يتقن قواعد النفي والإيجاب من خلال زعانفه وعلموا الببغاء “أليكس” إتقان العد من1 إلى 7 ومعرفة 50 نوع مختلف من الحيوانات والكائنات الأرضية.
التطوّر الناجح للغة التواصلية من “بريل” إلى الدولفين “فينيكس” مروراً بـ”قالودينت” اللبيب وتابعه الذي بالإشارة يفهم “كليرك”، وبدون أن ننسى “الشاذي بانبانيشا” المثقّف و”الكاسكو اليكس” المحاسب، كل هذا النجاح لا ينفع مع الأسف، والأسف الشديد أيضا لمساعدتنا فى تكوين لغة تواصلية بين حلمنا الناطق كمواطنين وبين واقع “الصم البكم العمي” الذى تنطق به حكومتنا.
حلمنا يرطن ويقول بأن دخل الدولة 200 مليار دولار من تصدير النفط واستثمارتها الخارجية وخلافه ولو قسمت كحسبة بدو على مليون مواطن لكان نصيب الفرد منها 200 الف نخصم منها راتب المواطن ولنفرض ” ولنحده علي اقصاه كما يقال بالعامية ” بأنه 2000 شهريا بـ22 الف سنويا ” , هنا سيتبقى 190 الف وكسور تقريباً ! , هذة ال190 الف وكسور من الطبيعى ان تصرف على الخدمات الصحية والتعليمية والاسكان والبنى التحتية بل وحتى للفرفشة الوطنية من اماكن ترفيهية ومسارح وخلافه , يعنى لو قسمناها بالسوية وكحسبة بدو ايضاً فالمواطن يتعالج سنوياً بـ40 الف ويتعلم بـ40 الف و”يتغندر” على شوارع بنيتة التحتية بـ 40 الف ويفرفش وينبسط بـ40 الف والباقى من الميزانية يصرف للبخورالكمبودى والفحم لزوم تبخير رفاهية المواطن خوفا عليه من العين والحسد !! .
ولكن واقعاً نحن كما يقال “نشوف كلام حلمنا يعجبنا ونشوف تفسيره الحكومى على الارض نستغرب” !! .المواطن “راكبه” 40 الف هم وهم , ويتعاطى 40 الف حبة ضغط وسكرى على مدار السنة و40 الف حبة قولون وقرحة بين الشوطين وفى الاعياد الرسمية ! كما يفزع 40 الف مرة من نومه حينما يمره زائراً كابوس أقصاده المتراكمة وإيجاره المتأخر واغراض بيته الغالية ومعاشات خدامته ” الطايفه “
لا تعليم له “يجمد على شارب سيبويه” وخدماته الصحية “ما هي بلحية ابن سينا وابن النفيس”، ومشاريع اسكانه عليها قلة ضبط و”احتضار”، وبناه التحتية تعيش أنت، شرقت بشوية مطر، وماتت بـ”الجلطة الزحمية”، تاركة ورائها مشاريعها الماراثونية التى ترضع من المال العام وهى تعاني سكرات الموت فى شقة الانس البيروقراطية.
أما الفرفشة فللأمانة موجودة ولا غبار عليها ولا طوز، ولكن صار مسرحها المفضل مجالس الأمة وسوالف التنمية، ووعود الحكومة، ومانشيتات الصحف وبرامج الصحاف.
مستقبلًا ومع تطور لغات التواصل، ممكن ان تسمع بأن “الشاذي بانابيتشا” يحضر للدكتوراه فى أدب شكسبير، وقد ترى “الكاسكو اليكس” وراء كاشير احدى الاسواق وهو يحسب مشترياتك ويسلمك الباقي، ولكن “اللى مش ممكن أبداً” هو ان تتوفر لغة تواصل توفق بين حلمك المحلق فوق السحاب كالصقر وواقعك الذي يشخر وهو ملتحف تحت “كمبل” الصفر.
أضف تعليق