تقول مجلة “ميد” بأن هناك خطط تنموية كويتية بقيمة 29.5 مليار دولار متوقفة، وأخرى بقيمة 123 مليار دولار تمّ إلغاؤها.. وتتضمّن المشاريع المؤجلة بحسب “ميد” مشروع مدينة الحرير، ومشروع جزيرة بوبيان، وأربع حقول نفطية في الشمال تحوي 185 بئرًا بالإضافة إلى جسر جابر واستاد جابر والكثير من المشاريع التنموية الخدمية كالمستشفيات والجامعات ومحطات الكهرباء وخلافه.
لو عاد بى الزمن لأيام الدراسة ووجدت نفسى أمام “واجب العربي” الذى يورد فقرة “ميد” السابقة، واضعًا سؤاله المعتاد: استخرج الفكرة الرئيسية؟ عندها لأجبت وبدون تردد بأن الفكرة الرئيسية هي: “يا ليل ما أطولك”، فمجلة ميد لم تأخذ اسمها من “الميد” سمكتنا “البروليتارية الكادحة”، بل هي “هامور” اقتصادي ” تحطه” على يمين برجوازية بحورك السبع، وهي تصدر عن شركة ميدل إيست ايكونوميك دايجست التي تُعتبر إحدى العلامات التجارية والإعلامية البارزة، حيث تقدّم قاعدة بيانات وتحليلات معمّقة تحوي المعلومات الاستخبارية والتحاليل الخاصة باقتصادات الشرق الأوسط.
يا ليل ما أطولك يا “ميد” تنمية دولة على “Waiting” تقبع فى صالة مطار عالمي، طارت به تنميات الشرق والغرب بأرزاقها، تنمية فيها مواطن ينتظر بلا طائل مدينة الحرير ليفصل من حريرها “دشداشة” تليق بمقام احتياطي النفط السادس فى العالم، وينتظر مشروع بوبيان فلا يناله إلا “بيان بوطقة” لا يسمن ولا يغني من جوع، تصدّره حكومته ومجلسه أيام العطل، مواطن ينتظر جسر جابر ليعبر منه إلى الصبية البهية، فتخرج له متاهات البيروقراطية فجأة وتدخله فى “الصبه” الروتينية، مواطن ينتظر أن تخف الزحمة فيستخف به ثعبان السير ويلدغ ساعة يومه كلما خرجت عقاربها فى فاصل ونواصل، مواطن ينتظر وظيفة على الرصيف فتسجّل بحقه مخالفة ممنوع الوقوف من قبل دوريات الميزانيات التى تشغل “فلشرات العجز المالي والأكتواري” كلما تخطى فائض الميزانية حاجز السرعة بدينار واحد فقط لا غير، مواطن ينتظر بيت العمر فيضيع عمره وتبكيه بيوت شعر رثاء على ثلاث شوارع وثلاث أدوار قهوة سادة، مواطن ينتظر، وينتظر، وينتظر.. إلخ أو أخ لا يهم، المهم أنه في كل أحواله على الــ”Waiting” وسيبقى هكذا، رغم تأكيد الحجز على كل أملاك أحلامه وبيعها بالمزاد “العدمي”.
رغم إن مجلة “الميد” تصدر باللغة الانجليزية، ولكنها فى تقريرها لم تلامس نخوة “المعجم” الخاص بحال الكويتي، كان يكفيها فى نظري أن تصف حال المواطن مع التنمية عندنا بجملة واحدة وهى ….كُـــ”Waitng” وبأنفجر.
أضف تعليق