ماتزال ردود الأفعال تتوالى على تغريدات القارئ مشاري العفاسي التي هاجم فيها جماعة الإخوان المسلمين ومؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي قبل عدة أيام في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر .
بدأت الحكاية بعدما كتب العفاسي تغريدة دعاء قائلاً : ” يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه إجمع كلمة المصريين على الخير واهدهم إلى سواء السبيل فأنت أرحم بمصر منا وأهل مصر من أرحم الناس في الأرض فارحمهم “.. وقد فسّر البعض هذه التغريدة على أنها تأييد للإنقلاب العسكري الذي نفذته المؤسسة العسكرية المصرية بقيادة اللواء عبدالفتاح السيسي في يوليو 2013 وعدم موافقته لمعارضة الانقلاب .
ثم توالت تغريدات العفاسي متهماً الإخوان بشتمه والتشكيك به حيث قال: ” يشن الآن الإخوان حرباً علي لأنني فقط دعوت للإصلاح بين الشعب المصري ! والعجب في حبهم لمن أمرهم بالمكوث في الميادين وتسبب في قتل المسلمين ” و ” سيأتي اليوم الذي ينادي به الإخوان للمصالحة والحوار الوطني واذكروا ما أقول لكم عند ذلك سيكررون دعوتي لكنها ستكون متأخرة والله أعلم بالتبريرات “.
تلك التغريدات دفعت الكاتب والناشط السياسي محمد المليفي إلى أن يكتب عشرين تغريدة يرد بها على العفاسي ، كاشفاً عن تفاصيل المكالمة الهاتفية التي جرت بينهما قبل أكثر من عام والتي تحدثا فيها عن إمكانية التعاون مع المطرب المعتزل فضل شاكر .
((سبر)) تنشر تغريدات المليفي حسبما جاءت بالأرقام بعدما ابتدأ قائلاً :
” بعد قليل بإذن الله سأنشر للعالمين حكاية آخر اتصال جرى بيني وبين القارئ مشاري العفاسي وسأطرح أسئلة – أحسبها مهمة – في فهم ما حدث له الآن.
– حاولت عدم الخوض المباشر في اللغط المثار والجدل الدائر بين القارئ العفاسي ومعجبيه…
وبين الإخوان والمتعاطفين مع جراحهم ومقتلتهم مؤخراً
لكن الفاجعة أن القارئ العفاسي والمتخصص بالتجويد وبالمقامات فجأة ومن دون مقدمات أصبح مجتهدا في الشريعة ومأجورا على صوابه مرتين وعلى خطئه مرة !
ومن ذلك تطفُّلِهِ على تفسير القرآن من خلال قفزه على آية قتال الطائفتين المؤمنتين وجعلها محلاً للاستشهاد في ما ولغ به السيسي في الدماء… دماء المسلمين المعصومة ، ليساوي من خلال تطفُّلِه على التفسير بين المجرم القاتل وبين الضحية والعُزَّل!.
ولسنا الآن بصدد التفتيت الشرعي لـ “شخابيط” القارئ العفاسي ، فلقد رد على عظيم جهله وبشاعة تخبطاته فضيلة الشيخ وجدي غنيم في فيديو موجز بعنوان ( رد وجدي غنيم على العفاسي )… فليرجع إليه من أراد الاستفادة من أخطاء الآخرين فَـالسَّعِيد مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ …!
لكن المثير في كل ما جرى هو تكشُّف القارئ العفاسي عن وجهٍ جديدٍ لم يؤلفْــهُ أحدٌ من الناسِ ولم يُعرف بهِ من قبل…!!
ومن ذلك فجورُهُ فجأة بالخصومة… ودخولُه باللَّدد مع المخالف وتوزيعه نعوت الغمر واللمز والتحقير والتشويه على مخالفيه…!!
فهذا إخواني .. وأولئك مبتدعة .. وهؤلاء مداهنون …الخ ما حفَل بهِ قاموسُه في ثلاثة أيام خلت…!
بينما آخر اتصال كان بيني وبين العفاسي قبل أكثر من عام قلت له :
يا مشاري.. هذا أخوك التائب فضل شاكر يحتاج منك دعماً دعوياً فلماذا لا تدعوه بعمل إنشادي مشترك تشُد بهِ من أزره وتشجعه على ترك الغناء أكثر؟
فقال لي:
يا المليفي أنت تعرف خطي جيدا…
أنا رجل لا أحب المصادمات مع أحد ولا ولا المشاحنات…
وأخونا فضل شاكر هداه ? بمجرد أن تدَّين اصطدم مع الجميع وعمل له خصومات كثيرة… ولا أريد ان أظهر معه بعمل فأكون محسوبا عليه.
كانت هذه خلاصة آخر مكالمة بيني وبين القارئ العفاسي…
والسؤال:
إذا كان العفاسي يتحرج بمجرد الإنشاد مع شخص له خصومات مع”الرافضة والمغنيين” فما بالُه فجأة تغيَّر وأصبح رأس حربة في الهجوم على إخوانه من الدعاة الموحدين وأخذ يصيبهم من سهامه وتجريحه وغمزه ولمزه ما سلِم منه كل رافِضة الأرض فضلا عن أهلِ الخنا والفجور الذين استعرَّ العفاسي من خصومة فضل شاكر لهم وخاف أن يصبح محسوباً عليه في مفهوم الولاء والبراء الذي انتهجه التائب فضل شاكر مع أعداء ? ورسوله بمجرد أن خالط الإيمان بشاشةَ قلبه…!؟
ما الذي تغير فجأة في مشاري العفاسي فأصبح لا يهاجم إخوانه المسلمين فقط ولكنه وسَّع دائرة خصومه مع دولة جارة وأخذ يهاجم دولة قطر بإسمها الصريح… وخلع رداء المحايدة المزعومة وأصبح بوقاً… في معسكر السياسيين أيضاً…!!
ومن يرصد هذا المنشد ( الرائع ) في تحولاته الحادة الأخيرة يتساءل :
من الذي دفعه للمشاركة بقناة الفجور cbc ؟ ومن الذي طلب منه – أو ربما أمره – في مهاجمة قطر ، ثم يُثني على هجومه على قطر مذيع القناة الفاجرة ، ليصبح العفاسي فجأة سياسي أيضا؟!
هل يعقل بأن العفاسي لا يعلم من هو الذي يملك ويمول هذه القناة المصرية “القذرة” التي دأبت منذ نشأتها على شتم كُلِ ملتحٍ وكل من ينادي بشرع ?
وأخيرا…
وربما سنعود لاحقا
هل هذه هي نهاية رصيدك الدعوي يا أخي العزيز مشاري؟ هل يُشرِّفك ارتباط إسمك بمعسكر السيسي والشيوخ الذين يمولونه؟!
———————–
ومايزال المغردون في تويتر يطرحون استغرابهم في التغير الطارئ على القارئ مشاري العفاسي بعدما عرفوه صاحب تلاوة قرآنية مؤثرة ومنشد لا يخوض في الأمور السياسية؟ وهل لهذا التغير ارتباط بعلاقة العفاسي بإحدى الدول الخليجية التي عرفت بعدائها للإخوان المسلمين ودعمها للعسكر المصري.
أضف تعليق