لا يمكن أبدًا للبلاد أن تعود إلى الوراء، فقد تعلم الشعب الحصول على حقوقه.
لن يترك أبدًا حكمًا مستبدًّا.
ولن يترك أبدًا حاكمًا فاشيا يحاول السيطرة على الوطن وتحويله إلى عزبة خاصة.
فقد ولى زمن مبارك بحزبه المستبد الفاسد.
وولى زمن مرسى وإخوانه بجماعتهم الفاشية وحكمه الفاشل.
لقد قدم الشعب المصرى عبر ثورتيه دروسًا مهمة للجميع فى الحرية والديمقراطية.
فلن يتنازل أبدًا عن حريته حتى لو ارتبط بشن العمليات الإرهابية والتريع والتخويف، وهو ما يحاول أن يفعله الآن جماعة الإخوان وحلفاؤها من الإرهابيين القدامى الذين استعادوا إرهابهم بعد عزل الشعب لمرسى وجماعة الإخوان من السلطة.
ولن يتنازل عن حريته بدعوى محاربة الإرهاب والذى كان قد استخدمها مبارك عند توليه السلطة فى عام 1981 وشنت الجماعة الإسلامية إرهابها فى تلك الفترة واستمرت العمليات الإرهابية حتى التسعينيات من القرن الماضى، واستغل مبارك ذلك لقبض سلطته على البلاد والمزيد من الاستبداد لتتحول الدولة فى النهاية إلى قمعية أمنية.
ولم يستمع مبارك ورجال نظامه إلى نصائح الإصلاحيين، ولم يحاول أن يجرى إصلاحا حقيقيا، بل كان يسعى لتوريث ابنه الحكم فكانت الثورة عليه وعلى نظامه وانحاز الجيش إلى تلك الثورة.
لكن حالة التجريف السياسى التى اتبعها مبارك بالقضاء على أى قوى سياسية صاعدة ساعد جماعة وتنظيم مثل الإخوان على الصعود فى الفترة الانتقالية وتقديم نفسهم كبديل يمكن أن يحكم البلاد، لكن طبيعة التنظيم الفاشى والرغبة فى السيطرة والتمكين وتحويل البلاد إلى عزبة خاصة تابعة للتنظيم الدولى فضلا عن عدم سعيهم إلى بناء تنظيم سياسى والاندماج بشكل حاد فى الحياة السياسية والالتزام بقيم الديمقراطية والمشاركة مع كل قوى المجتمع فى الانتقال الحقيقى بالمجتمع إلى الديمقراطية وبناء دولة حديثة واكتفوا بتنظيمهم القديم والسعى إلى رفع «يافطة الجماعة» فوق الوطن فإذا بهم يسقطون بفعل شعبى وجماهيرى تنحاز إليه كل مؤسسات الدولة التى حاولت الجماعة هدمها لصالح بناء مؤسسات تابعة ومروجة للجماعة على حساب الوطن والمواطنين.
وللأسف الشديد ساعدت بعض القوى السياسية والأحزاب القديمة، مع العذر للأحزاب الحديثة التى ما زالت تسعى إلى جماهيرية بعد ثورة 25 يناير، الإخوان على السطو على الثورة وتشكيل ديكور لهم كما فعلوا مع نظام مبارك، وذلك للحفاظ على مصالحهم الشخصية «وبيزنسهم» الخاص كما يفعل رئيس حزب قديم ابتلانا الله به ليشارك فى الفساد السياسى رغم محاولاته لتطهير نفسه، لكن يجرى فضحه كل مرة وهو يحاول الآن أن يقدم نفسه كبديل للسلطة كالحزب الوطنى الفاسد وجماعة الإخوان الفاشية.
فالشعب يثبت كل يوم أنه حريص على دولته.
وحريص على حريته.
وحريص على بناء الدولة الحديثة.
وحريص على الديمقراطية.
وحريص على تداول السلطة.
وحريص على استعادة أمنه وأمن الوطن.
وأن الإرهاب لن يثنيه عن ذلك أبدًا.
فهو يريد دولته، واستعادها وتحمّل فى ذلك كثيرًا، ومستعد لأن يتحمل أكثر من أجل البناء والتنمية.
ويريد حكما رشيد وحاكما يتحمل المسؤولية.
ولعل من يتصدى لذلك المنصب قد تعلم!
أضف تعليق