من دون شك، أنظار العالم تتجه إلى مصر لرؤية مشهد خروج المصريين لاستعادة دولتهم مرة أخرى.
يشاهدون المصريين وهم يصوّتون على دستورهم الذى يجمع الحد الأدنى من التوافق بين المواطنين على عكس دستور 2012 الإخوانى الذى كان «طائفيًّا».
.. يشاهدون المصريين فى النزول الثالث لهم بعد أن شاهدوهم فى ثورة 25 يناير التى أطاحت بنظام مستبد فاسد كان يسعى لتأميم الحكم وتوريثه.. وأبهر المصريون العالم فى ثورتهم طوال 18 يومًا فى الاعتصام بميدان التحرير حتى رحيل مبارك.. وقدم الشعب رسالة إلى العالم كله أنه شعب طواق إلى الحرية والديمقراطية.
.. وشاهد العالم المصريين يخرجون مرة أخرى ضد حكم الإخوان الذين حاولوا فرض الفاشية الدينية والانطلاق إلى
الحكم الاستبدادى.. ولكن الشعب كشفهم مبكرًا وفضحهم.. ووقف بالمرصاد لهم ولدستورهم الطائفى.. ومندوبهم فى قصر الرئاسة.. فخرجت الملايين تطالب برحيل محمد مرسى وانتهاء حقبة حكم الإخوان التى استمرت عامًا من الفشل لم يتحقق فيه أى شىء من مطالب ثورة 25 يناير التى استولى عليها الإخوان وحلفاؤهم من الإرهابيين.
فكانت ثورة 30 يونيو التى تأتى استكمالًا لثورة 25 يناير وتصحيحًا لمسارها من أجل الحرية والانتقال الديمقراطى واختيار الشعب لحاكمه ودستوره التوافقى «حتى ولو كان الحد الأدنى فى التوافق».
وقد حاول الإخوان تشويه ثورة 30 يونيو ووصفها بالانقلاب وتشغيل خلاياهم النائمة فى ذلك والمنافقين وتجار الدين.. واستخدام الدعاية السوداء ضد خيارات الشعب، ووجدوا مساعدات من بعض الدول التى لا تريد خيرًا لمصر.. فعملت على تصوير ما جرى بأنه انقلاب عسكرى، وتغاضوا تمامًا عن الموقف الشعبى الذى خرج ضد فشل الإخوان.. واستمر فى النضال ضده بعد أن رأى سعى الجماعة ومندوبهم فى قصر الرئاسة إلى فرض الاستبداد من خلال إعلانه الدستورى المشؤوم فى نوفمبر 2012، فلم يتوقف نضال الشعب ضد الإخوان وكان فى مقدمة مَن قام بذلك مَن قاموا بثورة 25 يناير.. وأجبروا مؤسسات الدولة على الانضمام إلى الشعب فى نضاله ضد الجماعة بعد أن فضح أمرهم، فانحاز الجيش إلى الشعب، كما انحاز فى ثورة 25 يناير أيضًا «أى نعم جرت أمور كثيرة أجهضت الثورة شاركت فيها قيادات المجلس العسكرى نظرًا إلى ارتباكهم وقلة خبراتهم، فهم نتاج مبارك ونظامه».
.. فالعالم يريد أن يشاهد النزول الجديد للمصريين فى استفتائهم على دستورهم الجديد، والذين استطاعوا إنجازه والخروج من الأزمة التى طالت.. والتعطيل الذى حاول الإخوان وحلفاؤهم تنفيذه لإنجاز خريطة الطريق.
.. فهذا الاستفتاء هو باب الخروج على ما يمكن أن نسميه المرحلة الآمنة من اختيار وانتخاب رئيس يليق بهذه البلاد فى تلك المرحلة، قادر على الانتقال إلى الديمقراطية والحرية.. وتنفيذ مطالب الشعب الذى خرج بثورته سواء فى 25 يناير أو 30 يونيو «رغم دعاة تشويه 25 يناير، ممن يدعون أنهم ثوار 30 يونيو، وهم ليست لهم علاقة أبدًا بالثورة.. وإنما كانوا يعملون فى خدمة الأنظمة وعلى استعداد لتقديم فروض الولاء والطاعة لأى نظام فى أى وقت».
فبإنجاز الدستور.. ننتقل إلى المرحلة الآمنة.
.. والعالم رغم دعاية الإخوان السوداء فى انتظار تلك المرحلة.
.. فى انتظار رئىس لمصر.
.. والشعب يسعى لرئيس مسؤول يستطيع استعادة الدولة التى تم إهدارها فى سنوات الاستبداد والفاشية.. وإعادة مؤسساتها.. وإنتاج نخبة جديدة بعد أن أفسدت النخبة الحالية التى تقدم نفسها لخدمة أى نظام حتى ولو كان فاشيًّا.
.. رئيس ملتزم بدستور توافقى.
.. رئيس يستعيد الدور المصرى إقليميًّا ودوليًّا.
.. وتأمين ذلك بمجلس نيابى يشارك فيه جميع القوى السياسية والحيوية.. وليس قاصرًا على حزب حاكم يستمد سلطته من رئيس الدولة فيفسد الحياة..
.. فإلى المرحلة الآمنة.
أضف تعليق