كتاب سبر

الارتباك المصرى والخوف من 25 يناير

ما أرى إلا ارتباكًا على جميع الأصعدة فى رؤية مستقبل هذا الوطن.
.. الارتباك مستمر حتى بعد إقرار الدستور الجديد للبلاد وبأغلبية كاسحة.. بما ينبئ باستعداد شعبى كبير لخريطة الطريق والانتقال السريع إلى مجتمع ودولة بعد أن عاش الشعب مرارة اللا دولة أو الدولة الفاشلة بعد ثورة 25 يناير التى تخيل أنها ستنقله نقلة سريعة إلى الديمقراطية والمجتمع المدنى الحديث.. لكن كان التعطيل فى المسيرة سمة تلك الفترة.. وكان للإخوان دور عظيم بالطبع فى «التعطيل» سواء خلال فترة حكمهم الفاشلة.. أو حتى الآن من خلال الأعمال الإرهابية.
.. فهناك ارتباك فى الحكومة وفى رؤيتها للمستقبل على المستوى الاقتصادى والسياسى والأمنى والاجتماعى.
أيضًا هناك ارتباك من تحديد مسار خريطة الطريق.
..فليس هناك حتى الآن وضوح فى إجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية.
ناهيك بتحديد مواعيد الانتخابات.. إى نعم الدستور الجديد حدد الفترة التى تجرى فيها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى خلال 6 أشهر.. وهى فترة قصيرة ومع هذا لم يتحدد حتى الآن مواعيد الاستحقاق.
.. والارتباك أيضا فى تحديد النظام الانتخابى للبرلمان بين الفردى والقائمة والمختلط بين الاثنين.
.. والارتباك أيضًا لدى الفريق أول عبد الفتاح السيسى فى حسم ترشحه للرئاسة.. بعد أن رشحه أغلبية من الشعب والقوى السياسية وكذلك معظم المرشحين السابقين الذين كانوا طامحين فى المنصب الرفيع.
.. ولم نرَ أى تحرك للمحليات لوقف التدهور فى الشارع والاعتداء على الطرق.. والمخالفات الحادثة فى الشوارع الرئيسية وسيطرة البلطجة على تلك الشوارع.. ناهيك بما أصبحت عليه شوارع كبرى تحت سيطرة الباعة الجائلين.. وكأنه قد أصبح حقا مكتسبا وتزيد مشكلاته بمرور الأيام دون حل.
ناهيك أيضًا عن الفشل الكبير فى وقف التعدى على الأراضى الزراعية والبناء المخالف.. وما خفى كان أعظم فى التعدى على أراضى الدولة.
.. أيضًا استباحة آثار مصر وقيام عصابات من تجار الآثار بنهب الآثار وسرقتها وتصديرها إلى الخارج وبيعها فى مزادات عالمية.. ولا أحد يتحدث.. ولا أحد يبحث عن حل.. ولا أحد يخاطب المؤسسات الدولية لوقف تلك المهزلة!!
فإذا كنا قد فشلنا فى وقف السرقة على أرضنا فهل نستطيع المواجهة الدولية؟!
وقياسًا على ذلك الارتباك فى جميع الوزارات ومؤسسات الدولة وتأجيل قراراتها الحاسمة إلى أمر يقضيه الله.
.. فلا تحركات إيجابية ورؤية مستقبلية فى عدد كبير من الوزارات ولدى غالبية الوزراء.. ويتعاملون على أنهم مؤقتون.. ومعظم الأمور مؤجل.. وهو ما يؤدى إلى حالة ارتباك تؤثر فى حركة المجتمع.. وتزيد من المشكلات القائمة.
.. فلم نرَ أى خطة أو مشروع اقتصادى لدى الحكومة أو الوزراء وبينهم أصدقاء أعتز بهم.
.. ولم نرَ أى خطة حتى الآن لاستعادة الأمن فى الشارع ومطاردة البلطجية والمسجلين خطر «ووزارة الداخلية لديها قائمة بهم».. ومواجهة تجارة السلاح. «وأعتقد أن الداخلية أيضا لديها قائمة بكبار التجار».. ناهيك بحل مشكلة المرور أو وضع خريطة طريق للحل أو الإسهام فى تقليل تبعاته.
لقد وصل الارتباك إلى الاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير والخوف من إدعاءات إخوانية إرهابية بأنها ستحول هذا اليوم إلى يوم دامٍ.. وهو ما أدى إلى استعادة الحوار مع الشباب من خلال وزراء فى الحكومة وذلك بعد ارتباكهم تجاه الادعاء بغياب الشباب فى الاستفتاء على الدستور بعد أن أصابهم الإحباط من سياسات الحكومة وتشجيع حملات تشويه الثورة.. وهو ما دعا وزير الداخلية للقاء مع الشباب.. وأيضًا رئيس الجمهورية المستشار عدلى منصور.
ناهيك بالارتباك فى احتفالات هذا اليوم.
.. فهناك من يدعو إلى الاحتفال بثورة 25 يناير.
.. وهناك من يدعو إلى الاحتفال بعيد الشرطة!
.. وهناك من يدعو إلى الاحتفال بإقرار الدستور!
.. وهناك من يدعو إلى الاحتفال للضغط على الفريق السيسى لترشيحه للرئاسة!

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.