من لم يستخدم منكم “مضاد حيوياً” , فليرمني بحجر ! , وحذارِ!..فمن يحاول رفع أحجاره فسأرفع بدورى عقيرتى وسأصدح أمامه مغنياً : لا تكذبى إنى رأيتكما معا ً _ طبعاً اقصد بمعاً هو ومضاده الحيوى _ .
قبل المضادات كانت الجراثيم تسرح وتمرح عبر تضاريس أجسادنا ,واحيانا كثيرة كانت ” تُشرح ” أيضاً ! .كانت ” تصيف ” في الكبد و” تشتى ” في الرئة , واحياناً كان يحلو “لجرثوم برجوازى ” معتق الاستثمار في أراضى المعدة وخصوصا فى صفقات الأراضى الساحلية المطلة على “جزر لانجر هاوس” , وربما يستثمر أيضاً في “أنسولين السكر ” المزروع علي سهول البنكرياس ! وفى الوقت الذى تتزايد فيه أرباح ” مستر جرثوم ” ومن ولاه من الرأسماليين الجرثوميين , كانت “مدام جرثومة” تقضى أوقات “الشوبينج” تتبضع في ” مولات ” نخاعنا الشوكى بصحبة كريماتها ” عصية ” و” متعضية ” !
بعد المضادات ” جات الجراثيم الحزينة تسرح وتمرح ما لقتلهاش مطرح “! , تشردت لا ردها الله ! وولت الدبر والقفا ! وصار لسان حالها يقول انجُ يا ” جرثومة بيمكوكس” فقد هلكت ” جرثومة ستربتو كوكس ” ! وسبحان من له الامر من قبل المضادات ومن بعدها .
وبعد بعد المضادات الحيوية , اطلت الجراثيم الملعونة برأسها من جديد ! ,وتعالت اصوات تحذيرات المنظمة الصحو العالمية التى شخصت ثورة الجرائيم الثانية وأرجعتها الى الاسراف المفرط في تناول المضادات الحيوية ! الجراثيم ” فهمت الغمندة ” ! وصارت تتكيف وطورت دروعاً في ظل الاسراف لا تقدر رماح المضادات العوالى على اختراقها ! ..الإسراف المفرط في المضادات حول مجريات المعركة مع الجرائيم وبدلاً من القضاء عليها أسقطتنا هى بدورها بالضربة القاضية !!
جسد الخليج واحد لا شك ,وكأى جسد تجتاحه أحيانا قطعان الجراثيم الغازية , جرثومة المخدرات , جرثومة غسيل الاموال , او حتى جرثومة التجسس الخارجى وغيرها , وردة الفعل الوحيدة المتوفرة في مواجهة هذا الغزو الجرثومى هو تناول ” مضاد حيوى ” طبعاً ..ولكن السؤال هنا ,هو من يصف لامراضنا الامنية مضادها الحيوى ؟,ومن يحدد جرعته المناسبة ؟! و المدة اللازمة ؟ , اعتقد ان الاجابة سهلة وهو بجملة احدة فقط : حقوق الانسان التى تحددها الدساتير .
لا ننكر, أن مضاد الاتفاقية الامنية الخليجية هو دواء جيد, كون الأمن مطلب أساسى لشعوب المنطقة ,ولكن جرعة الاسراف الموجودة في مواده والتى أعترض عليها الخبراء الدستوريون والقانونيون هى جرعة زائدة ولا شك ! ,ستجعلنا _ وانا أتحدث عن الحالة الكويتية تحديداً _ “لا نطول عنب الأمن ولا نسلم على ناطورنا الدستورى ” !!
بأختصار نحن لا نريد ” لحرياتنا ” يوماً ان تستيقظ من نومها فزعة على صوت صائح يصيح : من دخل دار “مواد الاتفاقية الامنية” فهو آمن ومن دخل دار ” مواد دستوره ” فهو ……غير آمن !! وسلامتكم .
@bin_7egri
أضف تعليق