قال ابن عقيل الحنبلي:”إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان،فلاتنظر إلى زحامهم في أبواب المساجد، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلى موطأتهم أعداء الشريعة”..وأقول: إنني حين أنظر إلى غرق الحرم بالمصلين، وضياع معالم عرفة بالملبين، بين طائف وداعٍ، وراكع وساجد، ثم لا أجد بين هذه الملايين من يستجاب دعاؤه بكشف الغمة عن المسلمين، أعلم يقيناً محل الإسلام اليوم من المسلمين.
لقد صور ابن عقيل الإسلام قِطَعَاً، لا بد من استبعاد واحدة منها، وهي مواطأة أعداء الشريعة-أي موالاتهم- حتى يكتمل المنظر.. لكن أهل هذا الزمان شغلوا ببعض المنظر عن النظر في جميع المنظر، فغاب عنهم استبعاد ماينبغي استبعاده!!
لقد حصر أهل هذا الزمان الإسلام في العبادة، ونظروا إليها غاية يعملون لأجلها، في حين أنها وسيلة يُتوصل بها.. لقد نزل القرآن ليُعمل به، فاتخذ الناس تلاوته عملاً، كما كان يقول الحسن البصري: إن أهل هذا الزمان لايعرفون من الشرع إلا ماأراده لهم أعداء الشريعة، من التمسك بالعبادات، وحصرالشريعة في رجم الزاني، وقطع يدالسارق، ورقبة القاتل، فصُبغت الشريعة بالدماء، لتلطخ أفكار العوام، وتبغضهم بها.
إن أعداء الشريعة في أهل هذا الزمان، ليسوا من غير المسلمين كما هم في زمانك يا ابن عقيل.. إنهم من أبناء ملة الشريعة.
إن من أعداء الشريعة من الملة من يلبّس على العوام، بالحكم ببعض الشريعة، فيجعل من الشريعة شعيرة، يظهرها كلما دعت الحاجة لإظهارها.
وإن من أعدائها، من يعين الظالم على ظلمه، ويدعو بحفظه، من مشايخ السوء ودعاته ممن يخيط له الفتيا، ويفصل له الأحكام، ويجعل الشريعة مطيّة له، أينما توجه توجهت.
وإن من أعدائها من يفرق كلمة المسلمين ويشق صفهم، بدعوى الاتباع مرة، ومرة بدعوى الابتداع، ومن يعلو صوته بإنكار الصغائر، ويصم أذنه عن كبائر سادته الأكابر.
وإن من أعداء الشريعة كل من ساهم في تأصيل ثقافة إلغاء المخالف، واحتكار النجاة له وتحريم الجنة على غيره!! وإن من أعدائها من أهل ملتها ياابن عقيل، من نقض عرى الإسلام بتجريم الجهاد، وملاحقة أهله بدعوى الإرهاب، ومن يدعم الجهادأو حتى من يتعاطف مع أهله!! وإن من أعداء الشريعة من اتخذ من الدعارة اقتصاداً للمسلمين في بلاد المسلمين.
وإن من أعداء الشريعة من امتنع من نصرة من يجاهد في سبيل الله لنصرة شريعة الله!!
أرأيت يا ابن عقيل محل الإسلام من أهل هذا الزمان؟!
إنك يا ابن عقيل وضعت عدم موالاة أعداء الشريعة ضابطاً لمعرفة حقيقة إسلام المسلم وموقعه من الإسلام، وإنك لتعلم أن عوام المسلمين تبع لعلمائهم، لكنك لا تعلم أن عامة علمائهم اليوم تبع للبلاط، فكيف لا يكونون مواطئين لأعداء الشريعة وقد شارك عالم الشريعة، عدو الشريعة، في عدائه للشريعة؟!
بقلم.. حمد السنان
صدقت أبا الحارث ولا حول ولاقوة إلا بالله وما أكثر علماء البلاط وزد عليهم قرُّاء اليوم عندما دخلوا البلاط فأصبحوا في منافسة العلماء فلك أن تتخيل السباق !!!
اعداء الشريعة اليوم هم الذين بدلون الدين و الذين يؤذون الله و رسوله بالمجاهرة بالكبائر بل بالنواقض كموالاة الكفار و التشبه بهم و اتباع قوانينهم الوضعية ، و الصور و التصوير و الشاشات و الفديوهات حتى عمت جميع بيوت العرب و صارت لا تنكر في المساجد ، و الربا ، و التبرج و السفور و الإختلاط ، و التعليم الغربي العلماني ، و المعازف و المهرجانات و الملاهي و المراقص و المسارح و الملاعب . فلا تشتغلوا بسب الملوك و لكن اشتغلوا باصلاح انفسكم و فروا الى الله و لا تطيعوا شياطين الانس و الجن في معصية الله .