فى البدء أتمنى للوزارة الجديدة التوفيق والنجاح فى تلك المرحلة المهمة من تاريخ البلاد.. ومع طموح الشعب للانطلاق نحو أفق جديدة بعد التخلص من الاستبداد.. وتحقيق أهداف ثورتيه 25 يناير و30 يونيو.
ولكن ما حدث فى التشكيل الحكومى الجديد يثير القلق.. وربما يجعلها حكومة «قلقة».
فالاختيارات جاء معظمها فى الوقت الأخير وهو ما أثار الارتباك.. وما ينبئ بقلق فى الحكومة الجديدة، وتوقّع غياب الكفاءات عن تلك الوزارة الجديدة.
ناهيك باستبعاد السياسيين هذه المرة من تلك التشكيلة الوزارية.. وهو ما يؤكد غياب الأحزاب السياسية حتى الآن عن الساحة.. فلم تستطع أن تقدم أى كفاءات لفرضها على التشكيلة الجديدة.
فلا أحد يعرف ماهية تلك الحكومة.. فليست حكومة سياسية كما كانت إلى حد ما حكومة الببلاوى التى تشكلت بعد ثورة 30 يونيو، وكان بها إلى حد كبير ممثلون لقوى ثورية شاركت بقوة فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو..
وكانت مهمتها ثقيلة إلا أنها لم تحقق طموح الشعب.. ولم تكن على درجة من الشفافية يمكن بها أن يتعاطف معها الشعب ويتحملها، فقد تحمل الكثير من أنظمة استبدادية وفاشية.. ولكن لم يعد يتحمل من يلتف حوله ويتعمد «الإنكار!».
فلا يعرف أحد لماذا الإصرار على الإبقاء على وزراء كانوا مشاركين فى فشل حكومة الببلاوى؟!
ولا أحد يعرف لماذا الإصرار فى الإبقاء على وزير الداخلية الحالى محمد إبراهيم.. رغم الانتقادات الشديدة له فى سياساته الأمنية؟.. وما أثير عن استعادة القمع على يديه والتعذيب فى السجون وأماكن الاحتجاز.. فضلًا عن مواقفه السابقة، فقد كان وزيرًا فى حكومة الإخوان.. وكان يتحدث بلسانهم، ولن يُنسى له عندما قام بزيارة مدينة الإنتاج الإعلامى وأدلى بتصريحات غريبة وعجيبة وقتها من أن الذين كانوا يحاصرون المدينة ويهددون الإعلاميين وضيوفهم من متطرفى الإخوان وحلفائهم بأنهم «متظاهرون سلميون».. ناهيك بإجابته الشهيرة عن هروب مرسى وقيادات إخوانية من سجن وادى النطرون.. حيث أكد أن سجلات وزارة الداخلية ومصلحة السجون لم يكن مسجلا بهما تلك القيادات.. يعنى أنهم لم يكونوا على قوة سجن وادى النطرون.. وهو التصريح الذى يمكن لدفاع مرسى وقيادات الإخوان استخدامه كدليل مهم فى القضية لبراءتهم!.
فضلًا عن أنه لا يتمتع بكفاءة عالية فى الأمن.. فحدِّث ولا حرج عن الأمن فى الشارع وزيادة أعمال البلطجة وغياب الأمن عن المواطن.. واستباحة شوارع المدن الرئيسية من قِبل البلطجية والباعة الجائلين.. ولم يقدم شيئًا يذكر لإعادة هيكلة وزارة الداخلية والسياسات الأمنية.. فالرجل ما زال على قديمه، بل وأسوأ. ولْيتذكر الجميع أن الفعل الشعبى فى «30 يونيو» وما قبلها هو ما دفع بضباط الداخلية ومحمد إبراهيم إلى الانحياز للشعب فى ثورته، ثورة 30 يونيو.
ومع احترامى الشديد لشخصىية منير فخرى عبد النور إلا أننى أتساءل: ماذا فعل، سواء فى وزارة السياحة بحكومة عصام شرف.. أو فى الصناعة فى حكومة الببلاوى؟ إنه فشل عظيم.. ومع هذا يتم الاحتفاظ به فى التشكيلة الجديدة بل وتفصيل وزارة جديدة على مقاسه وكيفه.. فالرجل الذى فشل فى الصناعة أمنحه الاستثمار(؟!) أم لأنه الحفاظ على كوتة الأقباط.. رغم أننى أعلم جيدًا أنه، أى منير فخرى عبد النور- لا يحب التعامل معه فى إطار كوتة الأقباط، لأنه شخصية سياسية عامة، وكذلك من يعرفونه؟
فلماذا إذن الحفاظ عليه بهذا الشكل ومنحه تلك الوزارة الجديدة التى تضم التجارة الداخلية + التجارة الخارجية + الاستثمار؟!
أيضًا ما يثار عن وزير الإسكان فى التشكيلة الجديدة وارتباطه بقضايا فساد فى عهد محمد إبراهيم سليمان..
وأيضًا وزيرة التضامن غادة والى، التى بلا خبرة فى هذا المجال، اللهم إلا أنها ابنة الوزيرة السابقة آمال عثمان.
وأيضًا اختيار وزير التعليم العالى القادم من الجامعات الخاصة، ليس بصفته كأكاديمى مهم أو له باع بالسياسات التعليمية.. فهو مالك جامعة خاصة تسعى للربح، رغم المعونات التى حصل عليها من مصر ومن ألمانيا فى إنشاء الجامعة.
هناك الكثير من النماذج فى الحكومة يجعلها قلقة!
ومع هذا ربما يكون لدى إبراهيم محلب المعجزة فى جعل هذا القلق توازنًا وحركة للإنجاز فى مرحلة مهمة واستحقاقات مطلوبة.
أضف تعليق