في مقال منع من النشر للكاتب “عبدالله المسفر العداوني” يصف فيه حال سماسرة أولاد حاتم، بعد خروج معزبهم من السلطة، وكيف تحولوا إلى معارضين رغم سكوتهم في العهد السابق.
“العدواني” يرى بأن هؤلاء السماسرة أصبحت لهم أظافر تشمّخ، لكنه مقتنع بانها لينة لن تؤلم أحدًا، كونها أظافر “الباطل”.
((سبر)) حصلت على نسخة من المقال.. وجاء نصه كالتالي:-
بقلم/ عبدالله المسفر العدواني
سماسرة أولاد حاتم؟
اشتهر حاتم الطائي كأكرم الذين عرفهم العرب، وأصبح مثالًا يحتذى به في الكرم والجود، بل أن الكرم نفسه وصف بالحاتمي، فقد كان الرجل يسعى إلى السمعة والصيت والشهرة ولم يكن يهدف إلى أن يحكم أو يولى على الناس أو ينتظر منهم مقابل مادي ملموس.
ولأن الزمان اختلف فقد اختلفت نوعيات الكرم وغاياته وأسبابه ومظاهره، وفي هذا الزمان لدينا حاتم كما كل زمان ولكن بصفات مختلفة وبمبررات وأسباب ونتائج وغايات مختلفة، بل أن حاتم هذا الزمان له أولاد نظرًا لأنه كان صاحب سلطة وسطوة فكان له اتباع تحولوا لأبناء.
أولاد حاتم لدينا، أو بمعنى أدق السماسرة من أولاد حاتم، عندما كان معزبهم في السلطة لم نكن نسمع لهم أصواتًا، وكأنهم قطط مستئنسة هادئة، تلعب وتمرح حول معزبها وتتنقل بين أكتافه يمينًا ويسارًا، لها فراء نظيف مرتّب يسر الناظرين، وأشكالها في غاية الروعة والرقة.
سماسرة أولاد حاتم تبدل حالهم بعد خروج معزبهم من السلطة بل أصبح لهم أنياب وأظافر تشمّخ كل من حولها ذات اليمين وذات اليسار، وخصوصًا على من حل محل المعزّب الكريم الذي كان يطعمها ويقدم لها الوجبات السريعة السهلة الهضم.
صحيح قطط حاتم وسماسرته أظافرهم طويلة لكنها لينة ولا تصيب بسوء، نظرًا لأنها أظافر الباطل، أشكالها جميلة مدللة كما تربت في حضن معزبها ولم ولن يكون لها تأثير مهما فعلت وشمّخت وضربت لأنها تدافع عن باطل وتهاجم شخص مسالم يسعى قدر جهده للإصلاح والتقدّم.
نقول لأولاد حاتم وسماسرته “سياستكم مكشوفة للجميع”، صحيح نجحتم بعض الشيء واستطعتم أن تجمعوا حولكم عددًا آخرًا من قطط الشوارع الضالة، لكنكم لم ولن تصلوا لنتيجة ولن يعود معزبكم مرة أخرى بحكم المنطق والعقل، لأن هذا المعزّب جلب لنا الانتكاسات وفي عهده كانت أسوأ الفترات، فلا تتعبوا انفسكم وتبكون على اللبن المسكوب لأنه لن يعود.
ونسأل أولاد حاتم.. عندما كان معزبكم موجود كنتم تأكلون بهدوء وتنصرفون إلى حال سبيلكم، فلماذا الآن كل هذا الضجيج الذي لن تحصدون من خلفه طحينًا؟ ولماذا تعارضون من أجل المعارضة؟ اليمين يصبح شمالًا والشمال يمينًا، رغم علمكم أنكم لن تحصدون شيئا؟
يا أولاد حاتم.. حاتم قد رحل بإرادة شعبية ويستحيل عودته، وأظافركم الجميلة ستنزع بإرادة شعبية أيضًا، فحاولوا أن تحتفظوا ولو بأقل القليل من ماء الوجه، وابتعدوا عن الإزعاج، والنونوه.. “يانونو بلاش خربشة”.
أضف تعليق