بالطبع الحادثة الإرهابية التى جرت أول من أمس، عند صلاة الفجر فى مسطرد، والتى سقط على أثرها 6 شهداء من قوات الشرطة العسكرية هى حادثة نوعية ونقلة جديدة فى العمل الإرهابى.
ليس هذا فقط.. فهناك تهديدات بأعمال إرهابية خلال الأيام القادمة بالتزامن مع الدعوة للانتخابات الرئاسية وفتح باب الترشيح «المعطل» والذى لا يعرف أحد ما السبب فى ذلك حتى الآن (!!).
ولعل هذا أمر طبيعى ومتوقع من الجماعة وأنصارها الذين سطوا على السلطة وحكم البلاد بالمتاجرة بالدين.. فإذا بالشعب يفضحهم ويكشف فشلهم.. وإنما هم جاؤوا من أجل السيطرة والتمكين وهدم الدولة ومؤسساتها.. فكانت الثورة عليهم.. وقد كانت ثورة شعبية حقيقية أجبرت مؤسسات الدولة بما فيها الشرطة والجيش للانضمام إليها.. ولعلنا هنا نذكّر بما جرى فى أحداث «الاتحادية» يوم 4 ديسمبر بعد إصرار محمد مرسى على إعلانه الدستورى الديكتاتورى الذى صادر به ثورة 25 يناير وقيمها والديمقراطية المستهدفة.. فكان لا بد من الثورة عليه.. واستمرت الاحتجاجات والمظاهرات من ديسمبر حتى 30 يونيو.
فلم يكن من تلك الجماعة وأنصارها من الجماعات الإرهابية التى حصلت على دعم ومِنح وقرارات جمهورية بالعفو إلا أن يمارسوا الإرهاب.. فسيستمروا فى إرهابهم.
ولكن الشعب أكد تصديه لإرهابهم.. كما تصدى لحكمهم.
ولعل التحرك السريع من الذين يديرون البلاد بعد الحادثة الإرهابية هذه المرة شىء حميد يحسب لهم.. فقد جرى دعوة الرئيس المؤقت على منصور لاجتماع لمجلس الدفاع الوطنى لمناقشة الأحداث، وفى نفس اليوم دعا رئيس الحكومة إلى اجتماع طارئ لمجلس الوزراء استمر ساعات طويلة لاتخاذ مواقف حاسمة تجاه تلك العمليات الإرهابية.
بالطبع هذا أمر جيد، ويحسب للرئيس منصور ومجلس الدفاع الوطنى.. وكذلك الحكومة ورئيسها المهندس إبراهيم محلب.
لكن يظل الوضع الأمنى كما هو لم يتغير.
فهناك إهمال أمنى.
وما زالت العقلية الأمنية كما هى، على قديمه!
ولم تتغير سياسات وزارة الداخلية حتى الآن.
فهناك فشل فى إدارة الجهاز الأمنى.
ربما يكون السبب هو انشغال الجهاز الأمنى بالسياسة ومتابعة الإخوان الذين حاولوا اختراق «الداخلية» خلال حكمهم، ويبدو أنهم نجحوا فى ذلك.
ومع هذا، فكما قلت إن الأعمال الإرهابية ستستمر.. وربما تطول لسنوات قادمة.. وقد سبق أن مررنا خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى بتلك العمليات على يد جماعات خرجت من معطف الإخوان.. وأعلنوا توبتهم بعد ذلك، لكن بعد سيطرة الإخوان وسطوهم على السلطة عادوا إلى حضن الجماعة مرة أخرى «أو معظمهم» ويقودون العمليات الإرهابية الآن بعد أن نجحوا بإمكانات الإخوان فى تفريغ جيل جديد.
فالعمليات الإرهابية ستستمر كما استمرت فى كثير من دول أخرى، مثل إسبانيا وفرنسا، لكن هذه الدول حافظت على ديمقراطيتها واستمرت فى مسيرتها.
فالمطلوب الآن الاستمرار فى مسيرة الديمقراطية وحقوق الشعب الذى تصدى للاستبداد والفساد متمثلًا فى حكم مبارك والذى خلفه فى ثورة 25 يناير.. وتصدى لفساد الإخوان واستبدادهم وتجارتهم بالدين، وكشفهم وفضحهم وعزلهم فى ثورة 30 يونيو.
فقد آن الأوان للانتقال السريع إلى الديمقراطية وإجراء انتخابات رئاسية نزيهة.. تتبعها انتخابات برلمانية.. والانطلاق نحو بناء الدولة التى شارك فى هدمها الكثير.. والذين يحاول بعضهم الآن الوجود مرة أخرى على الساحة تحت مظلات مشبوهة، ومن أجل مصالح خاصة فاسدة.
فعلى السادة الذين يديرون البلاد الآن أن يكونوا على قدر طموحات الشعب صاحب الفضل الأول فى التخلص من الأنظمة الفاسدة والمستبدة، والذى يتصدى للإرهاب الآن من أجل مستقبل هذا الوطن، ويحقق الديمقراطية والحصول على حقوقه التى جرت سرقتها بفعل الأنظمة الفاسدة وأنصارها.
فإلى متى يتم تعطيل الانتخابات الرئاسية؟!
أضف تعليق