يُقال إن الحراك السياسي في الدول الديمقراطيّة وحالة التوتر السياسي بين الشد والجذب حالة صحيّة ودليل على ارتفاع الوعي السياسي لدى الجماهير ودليل على قوّة السلطة الرقابية!
أنا شخصيّا لست مقتنعاً بهذا الكلام ولا أحبّذ المعارضة من أجل المعارضة أو خوفاً على المجتمع من أن يُوصف بالجمود وغياب الوعي السياسي!.
فالمعارضة الحقيقيّة أكبر من أن يكون دورها بهذا الشكل الهامشي…لأن المعارضة الحقيقيّة هي التي تصهر كل غاياتها الخاصة في بوتقة المصلحة الوطنيّة…والمعارضة الحقيقيّة هي التي تدفع بالبلاد نحو الإصلاح بالسبل التي لا تعود على البلاد بفقدان الأمن وتوتر مناخه العام…والمعارضة الحقيقيّة هي التي تتعامل مع اعوجاج السلطة بما يقرّب القلوب ووجهات النظر.
فالمعارضة الحقيقيّة هي الناقد والموجه للسلطة نحو ما ينفع الوطن والمواطن…أمّا التعامل مع السلطة معاملة الند للند حتى لو كان الوطن هو ثمن هذه النديّة فليس من المعارضة في شيء.
لأن الوطن أسمى من أن يكون عرضة للزوال بسبب التناحرات السياسيّة.
وبعيداً عن المعارضة أقول: على السلطة أن تدرك بأن وجود المعارضة يُعطيها فرصة لإعادة تشكيل وتقويم نفسها…فالمعارضة لم تأتِ من فراق ولم تكتسب كل هذه القوّة الجماهيريّة لولا وجود الأسباب التي ساعدتها على اقناع الجماهير الغفيرة بصدق قضيّتها في محاربة الفساد.
فالأولى من مطاردة المعارضة والمغردين الدفع نحو الإصلاح بشكل سليم وسريع وملموس…لأن دفع السلطة نحو الإصلاح بطرق سريعة وملموسة يساعد على غياب المعارضة تدريجيّاً…فوجود معارضة أمام سلطة تسير نحو الإصلاح بخطى ثابته لا قيمة ولن تجد المعارضة أسباباً تُضفي عليها شرعيّة لدى الجماهير…!!
فالعلاقة بين الإصلاح الحقيقي وغياب المعارضة علاقة طرديّة…فكلما أسرعت السلطة نحو الإصلاح اختفت المعارضة تدريجيّا حتى تختفي كليّا.
فالحل الوحيد لمحاربة المعارضة والقضاء عليها وإبادتها هو الإصلاح.
الإصلاح فقط ولا شي غير الإصلاح.
أضف تعليق