كتب : عياد الحربي
بقلوب يملؤها الحزن والآسى أنعي لأبناء الحراك الشعبي الكبير أحد أخلص أبنائه الذي بذل الكثير انتصاراً لكلمة الحق ودفاعًا عن الحرية والكرامة والديمقراطية، لقد كان جابر القحطاني رحمه الله ذو قلب كبير يملؤه الإخلاص لهذا الوطن، وكان علي المستوى الشخصي حريص على أن لا يسيء لأي زميل أو صديق، أتذكره تمامًا بالتزامه وتواجده في كل الفعاليات الوطنية.
كانت تلك بعضاً من “تغريدات” النائب السابق مسلم البراك المقرّب من فقيد الشباب والحراك الوطني جابر محمد القحطاني، شعلة النشاط صاحب القلب الذي انطفأ نوره صباح اليوم بعد خطأ طبي بسبب عملية زراعة شعر في جمهورية مصر العربية.
في آواخر سنة 2012، حينما كانت القوات الخاصة تعمل بإخلاص شديد لضرب المواطنين في المسيرات والاعتصامات السلمية، حيث كان المغفور له بإذن الله جابر القحطاني موظف في الإدارة الرئيسية للقوات الخاصة “إداري”، رفض جابر نهج القمع للمواطنين العُزل السلميين وقدم استقالته على الفور بعد تمادي الأجهزة الأمنية بالتعامل القمعي للحراك الشبابي والوطني الإصلاحي قائلاً: الرازق في السماء .. لذا اقدم استقالتي لمدير عام القوات الخاصة.
((سبر)) سألت الناشط الحقوقي في قضايا البدون وحقوق الإنسان د. عبدالحكيم الفضلي عن دور القحطاني ومساهماته في قضية البدون والقضايا الإنسانية فأجابها: “لا يضير من قال “لا” ورفع “العصا” شي بعد هذا…..ببالغ من الحزن والأسى فقدت الكويت وحراكها الشبابي الحر أحد ابطالها جابر القحطاني الذي لطالما كان مناصراً لقضايا الإنسان أيًا كان انتماؤه وهويته، شهدت له ساحات تيماء ومناصرته لإخوانه البدون صغيرهم قبل كبيرهم، حزينة تيماء وأبنائها على رحيل هذا البطل، إلى جنات الخلد ونسأل الله أن يلهمنا وذويه الصبر.”
في الشهر الماضي، كان كعادته جابر لخواطر المنكوبين.. بعد أن تطوّع رفقة الزميل الكاتب عبدالهادي الجميل في تنظيم حملة تبرعات لآهالي المنكوبين في قضية السطو المسلح على العاملين في شبرة الخضار في منطقة الصليبية لمساعدتهم والتخفيف عليهم مما أصاب أبنائهم ولإيصال رسالة إدانة الأعمال الإجرامية.
وكان كان هذا جابر.. الإنسان، لا يلبث حتى يطمئن على الحراك الإصلاحي في الكويت مشاركًا وداعمًا ومعتصما، تجده في الصفوف الأمامية في كل حراك من شأنه أن يُصلح الوطن ويرفع من حقوق الإنسان المهدورة في هذا الوطن ، إذ ساهم السنة الماضية من جراء نفسه بإقامة ندوة “المقاطعة.. أو شرعنة الفساد” في منزله الكائن بمنطقة الرقة، متحملا جميع تكاليف الندوة داعيًا الشعب الكويتي للحضور رفقة النواب السابقين مسلم البراك وفلاح الصواغ والدكتور خالد الكفيفة والكاتب زايد الزيد والمحامي أسامة الشاهين وبعض الاسماء من الشباب الوطني.
يقول عنه عضو المكتب السياسي لحركة العمل الشعبي د. خالد شخير لـ((سبر)): “عهدناه مع الحق ومع كرامة أبناء الكويت وفضّل الوقوف مع كرامة الشعب الكويتي وضحى برزق أبنائه من أجل المبدأ، وتوالت مواقفه بنصرة كل مظلوم ومضطهد من السلطة وأروقة المحاكم لا زالت تتذكر وتبكي جابر القحطاني الذي بكاه جميع أبناء الكويت الأحرار.. وهنا أعزي نفسي وجميع أبناء الكويت بوفاة ابنها البار جابر القحطاني.”
رحل «جابر» الذي كان لا ينزوي على نفسه حتى يشعر بمصاب الآخرين، بل تجده مبادرًا عطوفاً على صحبه وإخوته وقضاياه الوطنية والإنسانية. رحل «جابر» وترك لنا الأمل في أن نسعى لأن نكون بشرًا يشعر أحدنا بمصاب الآخر.
يبدو أنهم وحدهم الراحلون من يستحقون الحياة، حتماً لن ينسى الحراك الكويتي جابر القحطاني.
أضف تعليق