كتاب سبر

المصريون يستعيدون دولتهم

سيخرج المصريون اليوم وغدا بالملايين لانتخاب رئيس جديد.
ويثبتون أنهم حريصون على دولتهم الجديدة.
ويؤكدون على حقهم فى الديمقراطية.
.. ويسعون لدولة القانون.
..يشاركون فى اختيار رئيس للبلاد بشكل مباشر وبشفافية ونزاهة.
.. لم يعد هناك استفاءات على رئيس.
.. ولم يعد هناك توريث للسلطة.
.. ولم يعد حق للسابق أن يختار اللاحق.
فالأمر أصبح فى يد الشعب.
.. الشعب وحده صاحب الأمر فى اختيار الرئيس ومن يمثله فى سلطة الحكم.
إن ما يحدث هو استحقاق ثورة 25 يناير والتى جعلت انتخابات رئيس البلاد بالاختيار الحر المباشر وبانتخابات نزيهة.
وأكدت عليها ثورة 30 يونيو وفقا لقواعد وأسس دستورية.
يذهب المصريون إلى صناديق الاقتراع ليختاروا رئيسا يعرف أن ارادة المصريين جعلت اثنين من الرؤساء السابقين فى السجن.. ويحاكمون على انتهاكهم لحقوق الوطن والمواطنين.
.. فهناك من استبد وأفسد.
واستخدم أدوات الدولة فى قهر المواطنين واستعبادهم من أجل مصالحه الشخصية ومحاولة توريث الحكم لابنه من بعده.
.. ورفض الإصلاح.. وأصر على سيره فى طريق الاستبداد والفساد.. وترك الحكم لابنه وأصدقائه من رجال الأعمال الذين نهبوا البلاد.
فلم يكن من الشعب إلا لثورة ضده وخلعه ومحاكمته.
.. وهناك من تاجر بالدين حتى يستطيع الوصول إلى السلطة.
.. وسرق مع جماعته الثورة واعتبر نفسه من الثوار الأحرار وهو لم يكن أبدا داعيا إلى الثورة فى يوم ما.. بل كانت جماعته تراهن وتنافق وتسعى إلى عقد الصفقات مع أى نظام حكم.
.. استغلوا حالة الفراغ السياسى.. وثقة الناس لينقضوا على الحكم ويؤمنوه لهم.. ولم يتعظوا مما جرى مع سابقهم.
تخيلوا أن البلاد أصبحت فى أيديهم.. وأنهم ورثوها وأن إدعائهم بأن «رجال الدين» سيحميهم.
.. وتخلى الرئيس عن الحكم لجماعته.. فأصبح القرار يتخذ فى مكتب الارشاد قبل أن يصدر عن الرئاسة.
.. وأصبح الوطن عزبة خاصة تابعة للأهل والعشيرة.
.. وأرادوا هدم مؤسسات الدولة حتى يستطيعوا السيطرة كاملة على مقدرات البلاد.
لم يراعوا أى شىء فى هذا الشعب.
.. وادعوا الديمقراطية.. وهم بعيدين عنها.. ويتبعون السمع والطاعة لمرشدهم ونائب مرشدهم.
.. وادعوا الثورية.. ولم يكونوا أبدا الثوار وإنما تبريرا لسطوهم على السلطة.
.. وادعوا الكفاءة.. فإذا بهم فاشلون فى إدارة البلاد.
.. ولم يكن أمام الشعب إلا التحرك واستعادة دولته التى أوشكت أو كادت على الضياع.
.. فكانت ثورة 30 يونيو والتخلص من رئيس سلم نفسه إلى جماته التى عملت على هدم الوطن من أجل اعلاء «يافطة» الجماعة.. فإذا بهم ويافطتهم يسقطون.
.. ويستعيد الشعب ارادته.
.. ويسعى إلى اختيار رئيس جديد فى دولة دستورية تعلى من حقوق المواطن وحرياته.
.. ويسعى إلى دولة القانون والعدالة.
.. يذهب إلى صناديق الانتخابات ليقدم رسالة قوية إلى الرئيس القادم.. أنه لن يتركه يعبث فى هذا الوطن.. فهناك دستور يحمى الوطن والمواطنين.. وأنه يختاره ليقود ذلك فى المرحلة القادمة.
.. فالمصريون يستعيدون دولتهم.

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.