وهل يُحالف الأسد دجاجة ؟
فهد بن رشاش
حياتنا تاريخ والتاريخ أحداث بأزمنة وأمكنة، فلا الزمان يُنسى ولا المكان يُمحى، هي حقيقة ومنها نعرف مالنا وما علينا وكيف كانت البداية تحققاً وشكل النهاية توقعاً، لذلك لنلمح من الماضي مشاهد بل مقتطفات من تلك المشاهد كي نرى ما خجلنا من تذكره فضلاً عن تذاكره وقوله….
لقد سطر لنا التاريخ اتفاقيات ومعاهدات [مجازاً] كثيرة اتضحت لنا نحن الخَلَف بعد عقود أو حتى عصور من إبرامها، فرأيناها كالناظر عن بُعد ووفق معايير متزنة وواقعية دون ضغوطات وقيود لأنها من الماضي، فأصبحنا نلوم التاريخ بلومنا لأصحابه آنذاك، وذلك يعود إما لسذاجتهم أو سوء نواياهم أو قلة حيلتهم [والأخيرة عذر مستهلك كثيراً]، فأي اتفاقيات تلك التي تطمس الهوية والشخصية وتجعل منك مستمع تابع لا رأي له ولا قول حتى أصبح كالجارية مدتها محدودة ومهنتها محددة …
فالناظر لما حصل مع سليمان بن الحكم ومن معه من البربر عندما إستعانوا بأمير قشتالة سانشو غارسيا ضد محمد المهدي وهو ابن عمه كلاهما من صلب صقر قريش، كي يسقط حكمه ويستولي عليه، ثم يعود المهدي بعد سقوطه بعدوٍ آخر ضد ابن عمه، وهو الكونت ريموند أمير برشلونة، وأيضاً تلتفت لعصر الأيوبيين فترى أمراء الشام الأيوبيون يتحالفون مع النصارى، بل ويتنازلون عن بيت المقدس للإطاحة بأخوهم أمير مصر الملك الصالح والإستيلاء على حكمه، نعم هي إتفاقيات تراها أنت أيها الضعيف طامعاً، ويراها القوي فرصة تكبدت العناء حتى عرشه وموطأ قدمه….
ذاك الماضي، والحاضر أيضاً لم يختلف عنه بل أصبح منهزماً أكثر، فمع هذه الثروات التي هي عوامل القوه من نفط وموقع إستراتيجي وعمق ديني إلا أنهم منهزمين مستسلمين فهاهم أضاعوا الخلافة بإسم الاستقلال، وتنازلو عن القدس بإسم المعاهدة، وسلموا جنوب السودان بإسم حق تقرير المصير و و الخ.
فبعد هذه اللمحات راجع المسميات والمصطلحات وابحث عن حقيقتها ووقعها فسترى أكبر خدعة عرفها التاريخ وهي [اللعب على الشعوب والامم بالتلاعب بالمصطلحات واستخدامها للمصالح الشخصية دون تحقق تلك المعاني الساميه كالحريه والسلام وغيرها] .
فلا تغتر مهما استهلكوا تلك الكلمات محاولين شرعنت تلك الحروب والتدخلات، ولا تعتقد [متوهما] انك وما دمت على هذه الحاله انك قوي وتُحالف قوي فالواقع إن تجاهلته ستذكره الأجيال من بعدك.
رحم الله المُعتمد بن عباد عندما أراد محاربة الفونسو السادس وأراد أن يستعين بيوسف بن تاشفين فنصحه من عنده أن لا يفعل ذلك خشية أن يملك بن تاشفين الاندلس، وحرضوه محاولين الاستعانة ببعض النصارى، فقال كلمته الشهيرة ( رعي الجمال خير من رعي الخنازير).
ختاماً بعد هذه الكلمات عد واقرأ العنوان


أضف تعليق