كتاب سبر

هويتنا ليست عائقًا

‏مساوئ الليبرالية لا تعد ولا تحصى ولكن تتفاوت أقليّة مساوئها وكثرتها من قربها من الغرب وبعدها عنه فالليبرالية الغربية أقل شرًّا من الليبرالية العربية لأنها منسجمه إلى حد كبير مع مبادئها وتعلن اقصاء الدين صراحة وليست كالليبرالية العربية وخصوصا الخليجية التي تحاول اضفاء شرعية دينية على الليبرالية واختلاق أرض مشتركة بين تعاليم ديننا الإسلامي وقيمنا المستمدة منه وبين مبادئ الليبرالية التي تصادم تعاليم ديننا الحنيف مصادمة صريحة…فالباطل الذي يُقدّم بحقيقته أخف ضررًا على الناس من الباطل الذي يُقدّم بعد إلباسه ثوبًا مرقعا من تعاليم الشريعة لاخفاء حقيقته على الناس فالأول يسهل اجتنابه وتحذير الناس منه بخلاف الثاني لأنه يحتاج جهدا عظيمًا لايقاف الناس على حقيقته…!
والمتابع لهم يجد بأن حقيقة دعواهم هي انسلاخ من الدين لأن المسلم كلما خطا خطوة نحو الليبرالية ابتعد خطوة عن الإسلام…!
وليت دعوة ليبراليي العرب تقف عند الأخذ بالأسباب العلمية التي هيأت للغرب هذا التقدم المادي الرهيب…ولكنهم مع الأسف يتمادون ويريدون تذويب هويتنا الإسلامية وصهرنا في بوتقة العولمة…لأنهم ظنوا -مخطئين- أن الأخذ بأسباب التقدّم المادي لدى الغرب لا يتأتى إلا بعد الأخذ بأنماطهم المعيشية وتقليدهم في سلوكياتهم وثقافتهم…وهذا من الأكبر الأخطاء التي يقع فيها الليبراليون…لأن الأمم في سالف العصور لا زالت تأخذ بأسباب التقدّم الحضاري وتتناقل العلوم فيما بينها مع احتفاظ كل أمة بهويتها الخاصة بها…والتي غالباً ما تكون مستمدة من الدين…فالعرب قديما أخذوا عن اليونان والرومان والفرس علوم الطب والفلسفة والهندسة ولم يتخلّوا عن هويتهم الثقافية وخصوصياتهم وعاداتهم التي استمدّوها من الدين الحنيف…ونقّحوها وزادوا عليها  وشيّدوا حضارة لم يُسبقوا إليها على مر التاريخ…؟!
والغرب كذلك لازال ينقل ويستفيد من تجربة المسلمين العلمية والثقافية حتى بنى على الأسس العلمية التي استمدّها من تراث المسلمين حضارة مادية منقطعة النظير…؟!!
فالخلط بين الأمرين هو الذي يعرّي كثيراً من ليبراليي العرب ويظهر حقد كثير منهم على أي مظهر من مظاهر الإسلام…!!!
عبدالكريم دوخي الشمري
تويتر:a_do5y

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.