مجزرة غزة «بتفويض» عربي!
ناصر المطيري
لا يمكن تفسير الصمت العربي الخانع الا بأنه موافقة وتفويض لآلة الحرب الاسرائيلية من اجل ابادة اهل غزة، فلم تحرك مشاهد الدماء وتناثر الأشلاء الضمير العربي الذي يغط في سبات وكأن الأمر لا يعنيه.
الشهداء بالمئات اغلبهم من الأطفال والنساء في مشاهد مروعة هزت الانسانية وتضامن معها الغرب «الكافر» وتظاهر الناشطون الانسانيون في اوروبا، في حين ان من يرفع لواء الاسلام مثل «داعش» ومن لفّ لفه مشغولون بطرد المسيحيين العرب من الموصل وطلب الجزية وجز الرؤوس في العراق.
نحن العرب المسلمين من نشارك بمجزرة غزة لأن بيننا اليوم من يختزل قضية شعب فلسطين وحقوقه المسلوبة بحركة «حماس» فقط ويحمل هذه الحركة مسؤولية استفزاز اسرائيل وزعزعة امنها، بل ان هناك من الأصوات «المتصهينة» ممن تجردوا من أدنى احساس بالانسانية وقاموا يجاهرون بالتشفي بدماء الفلسطينيين ويفرحون لخراب بيوتهم ويصفقون لجيش اسرائيل، فالى اي حد وصلت نكسة هذه الأمة؟
حتى المبادرة المصرية التي رفضتها جميع الفصائل الفلسطينية بما فيها «حماس» وصفها البعض بأنها مبادرة لكسر المقاومة الفلسطينية ولا تهدف الا لحماية اسرائيل وابتزاز الفلسطينيين، في وقت تغلق فيه مصر معبر رفح عن الشعب المنكوب في غزة!
المجازر الاسرائيلية العدوانية على غزة وغيرها لن تميت روح المقاومة الفلسطينية بل تزيدها اشتعالا، لذلك لن نأسى على غزة الحية المقاومة بل الأسى كل الأسى على الأمة العربية الاسلامية التي ماتت وتوارت بثرى الخنوع والتبعية والهوان.
أضف تعليق