إن الصراع بين الحق والباطل وبين الخير والشر هو من سنن الله الربانية , وهو أمر ماض إلى قيام الساعة ، فمن ثبت على الحق ودافع عنه فموعوده جنة عرضها السموات والأرض يتقلب في نعيمها ، ومن سبقت عليه الشقاوة من أهل الباطل فوعيده نار جهنم يصطلي في جحيمها . بل إن رب العزة والجلالة قد أقسم بأنه سيملأ جهنم من عتاة وعصاة الثقلين حيث قال ” وَلَـ?كِنْ حَقَّ ?لْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ?لْجِنَّةِ وَ?لنَّاسِ أَجْمَعِينَ “.
وما التطاول على مقام خاتم النبيين وإمام الموحدين محمد صلى الله عليه وسلم من قبل سفيه الصحافة الكويتية إلا شاهد على هذا الصراع وعلى هذا المآل. إن مسلسل هذا التطاول ليس بأمر مستحدث ولا مستغرب ، فجذوره تضرب في التاريخ ، ومنذ فجر الإسلام تحديدا ، عندما كان خصوم الدعوة الإسلامية يتهكمون ويستهزؤن بشخص النبي عليه الصلاة والسلام . ونبي هذه الأمة غني عمن يدافع وينافح عن مقامه الشريف ، فقد تكفل الذات الأعلى جل شأنه بهذا حينما قال “إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ”. ولكن الطامة الكبرى أن تأتي الإساءة ممن نظنه أنه يصلي – والعلم عند الله – ويردد في صلاته الصلاة والسلام على رسول الله أكثر من عشر مرات في اليوم والليلة !
لم يكن عليه الصلاة والسلام يوما خادما (أو صبيا كما يفتري ويستهزئ هذا الأفاك الأشر) عند أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ، بل كان أجيرا يضارب في أموالها ، وهي تقابل اليوم وظيفة ما يسمى بوكيل الأعمال.
إن حقيقة سفيه الصحافة الكويتية معروفة ، وسيرة ماضيه لا تخفى على أحد ، فهو بالأمس القريب وفي بداية عهده كان صبيا لدى (معازيبه) يوم كان لاجئا لديهم ، قبل أن ينال شرف الجنسية الكويتية ، فهل لديه الجرأة على نكران هذا الأمر ؟
إننا كمجتمع مسلم لا نقبل إطلاقا أن يمس مقام النبي صلى الله عليه وسلم من باب الحرية الشخصية أوحرية التعبير أو من أية أبواب أخرى ، وينبغي أن تكون لنا وقفة جادة وحثيثة على مستوى الحدث. لكن يجدر الانتباه بأن هذا السفيه وأضرابه يراهنون على عاملي الوقت والنسيان ، لما اتسمت به ردود أفعالنا بالحماس والتفاعل المؤقت. لذا فإن بيانات التنديد والاستنكار وإقامة الندوات وإلقاء الخطب الجماهيرية ليست كفيلة وحدها لردع هذا السفيه وأمثاله ، كونها وسائل وقتية لا تلبث أن تخبو آثارها. إن مسؤلية تطبيق الجزاء العاجل على هذا السفيه – وإن كنا شركاء فيها – تقع بالدرجة الأولى على عاتق أصحاب القرار في هذا البلد. ولا يجب أن نكتفي بهذا القدر ، بل لزاما علينا أن نسعى بكل الوسائل المتاحة إلى تغليظ العقوبة إلى أبعد مدى ، فتهاوننا اليوم مع من يتعمد الإساءة إلى نبي الأمة سيمهد مستقبلا التجرأ على الإساءة إلى الذات الإلهية.
قال تعالى : “إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا”
أضف تعليق