حصلت ((سبر)) على نسخة من مقال الكاتب “عبدالله المسفر العدواني” مُنع من النشر حيث يكتب، وتطرّق فيها إلى الصراع السياسي في البلد، والذي تغيب فيه مصلحة الوطن ليبحث كل طرف عن مصلحته الشخصية.
ورسالة “العدواني” كانت واضحة لأصحاب النفوذ، بأن حذرهم من تزيين حاشيتهم الضالة أعمالهم الخبيثة على حد وصفه.
وجاء نص المقال.. كالتالي:-
دلو صباحي
بقلم/ عبدالله المسفر العدواني
ماذا يراد ببلدنا؟!!
يتحدث البعض هذه الأيام عن أن مجتمعنا الكويتي انقسم على نفسه وأصبحت هناك توجهات مختلفة ومتضادة.. ولكني أرى أن الواقع غير ذلك وأن المؤكد وما تقوله الاحداث الحاصلة بيننا أن أصحاب المصلح الضيقة من المتنفذين وأصحاب القرار المؤثر والكلمة المسموعة هم من انقسموا على أنفسهم.
هؤلاء أصحاب المصالح الشخصية تشرذموا في كتل وجبهات كل منهم يحاول أن يقنعنا بأنه يمتلك مفاتيح اللعبة وأنه الأقوى والأصلح والأفضل.. وكل منهم يحاول أن يوهمنا بأنه هو الصواب ومن يمتلك الحقيقة.. وما بين هذا وذاك احتار المواطن وفقد الوطن الذي تنهشه أظافر كل الفرق توازنه.
ويبقى السؤال أين الوطن وأين مصلحة الوطن التي ضاعت بين طمع هذا وجشع ذاك؟ بين طموح هذا ورغبات ذاك؟ بين أنانية هذا وجحود ذاك؟ أين الوطن؟ وماذا يراد ببلدنا؟ سؤال تصعب الإجابة عليه بعدما أصبح كل يبحث عن الأنا.. عن الذات.. وليسقط الجميع بمن فيهم الوطن فالمهم هو مصلحة ذاتية.. حتى لم تعد عقولنا تستوعب أقوال وأفعال هؤلاء جميعا.
السؤال لم يعد طبيعيًا ومنطقيًا وبعد أن كان من المفترض أن يكون ماذا نريد لبلدنا وماذا سنقدم له؟ أصبحنا جميعا نسأل ماذا يراد ببلدنا من هؤلاء الذين سجنوا الوطن في طموحاتهم واختزلوه في رغباتهم؟! ولم نعد نعلم أين سترسو سفينة الوطن وفي أي ميناء ستهبط القافلة.
أصحاب المصالح الشخصية والذاتية الذين انقسموا على أنفسهم أصبح هدفهم الآن تقسيم البلد والمجتمع لتحقيق طموحاتهم ورغباتهم والطمطمة على حقيقة صراعهم الذي بلغ ذروته والجميع يعلم أن رموز الصراع الدائر على الأرض اليوم هم في الحقيقة أسوأ ما في هذا الوطن وإن حاولوا أن يظهروا لنا عكس ذلك.
لقد أشغلونا هؤلاء عن هم الوطن وتنميته والعمل على رفعته.. وأصبح اليوم المهم والأهم هو إلى أين ينتهي هذا الصراع الذي أوهمونا بأنه ورغم أنه بين أفراد إلا أنه يعني الوطن وانه ليس في بلدنا سوى أشخاص ونسوا انه حتما سيزولون ويبقى الوطن.
في الحقيقة ما يحدث الآن يثير الاشمئزاز خاصة وأن هؤلاء يحاولون العبث بعقولنا وإقناعنا بأن حياة الوطن تتوقف على حياتهم وبدونهم لن يكون هناك وطن بعدهم.. وجاءهم هذا الاعتقاد بسبب المدلسين المنافقين الذين أوهموهم بأنهم أهم من الوطن والشعب حتى باتوا يستنشقون الكبر والغرور واعتقدوا أن زوالهم أمر شبه مستحيل بل وربما مؤكد في حين أن الواقع المجرد يقول أن نهايتهم أوشكت ومصيرهم إلى الزوال بات محسوما.
نقول للواهمين من أصحاب النفوذ والقائمين على الصراعات التي تسير ضد اتجاه مصلحة وتنمية الوطن.. لا تزين لكم حاشيتكم الضالة أعمالكم الخبيثة واقرأوا التاريخ جيدا لتعلموا أين كنتم وأين أنتم الآن وإلى أين ستذهبون.
أضف تعليق