خصص الكاتب سالم الشطي مقاله الذي منع من النشر حيث يكتب عن إجراءات سحب الجنسية مبيناً أن الجنسية ليست تحويلاً بنكياً حسبما تعتقد الحكومة تودعه في حساب من تشاء وتسحبه من حساب من تشاء..
هنا المقال والرأي لكم:
“هناك أناس يصنعون الأحداث، وهناك أناس يتأثرون بما يحدث، وهناك أناس لا يدرون ماذا يحدث” – جورج بنارد شو.
***
الجنسية عبارة عن ورقة إثبات لصاحبها أنه منتم للدولة المصدرة للجنسية، ولكن هل الانتماء مقتصر على من يملك هذه الورقة من دون غيره؟! بالطبع لا؛ فكم من كويتي الانتماء والأصل رفض هذه الورقة في بداية تداولها بحجة أنه “ابن البلد والكل يعرفه وأنها لاتسمن ولاتغني من جوع”! فما لبث أن أصبح بدون ومقيم في الكويت بصورة فير شرعية! وربما مشكوك في انتمائه!
منح الجنسية وسحبها يختلف تماما عن الولاء والنتماء لهذه الأرض الطيبة، فمن ضحى بنفسه وسقى الكويت بدمائه دفاعاً عنها ودفاعاً عن الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله لا يملك هذه الورقة، بينما يملكها بعض من رتب وساهم في هذه الجريمة الشنعاء ويملكها كذلك من لازال يعتبر تلك الجريمة عمل وطني بطولي!! فأيهم انتماءه أكبر للكويت؟!
وكم من “بدون” من فدى الكويت بروحه ونفسه فسالت دماءه في شوارعها على أيدي جنود النظام العراقي المحتل، بينما تعاون معهم من يحمل هذه الورقة وتم تعيينه في مناصب رفيعة وأصبح حاكما للكويت أيام الغزو العراقي 1990 لا أعادها الله، فأيهم لديه انتماء للكويت؟!
***
من أشهر الشخصيات التي تم سحب ورقة الجنسية منهم قبل عقد من الزمن تقريبا: سليمان بوغيث وياسر الحبيب! وبغض النظر عما ارتكباه إن كان له ضرر على الكويت وأهلها أم لا، وإن كان داخل الكويت أو خارجها، إلا أنني شخصيا كنت ضد سحب الجنسية، بل يؤتى بهما ويحاكما فإن ثبتت ثمة تهمة فإن المُدان منهما يعاقب بما يقدره القضاء وإن وصلت العقوبة للإعدام مثلا، أما سحب الجنسية فهذه لغة لا أفهمها ولا يمكن فهمها اليوم في ظل الأنظمة الديمقراطية القائمة!
***
سحب ورقة الجنسية ظلم، فكيف لو تم بلا تهمة ولا قضية ولا حكم محكمة؟! لتعلم الحكومة أن ورقة الجنسية ليست لعبة أو تحويلات بنكية تودعها في حساب من تشاء وتحرمها ممن تشاء، بل حتى التحويلات والايداعات لا يمكن للحكومة أن تسحبها!
فكيف بورقة الجنسية التي ينبني عليها حياة كاملة بكل ماتحمله الكلمة من معان، زواج وأولاد ودراسة ووظيفة واستقرار ومنزل وربما تجارة وغيرها!
وإلا فشخص كالأخ الداعية المعروف الدكتور نبيل العوضي تُسحب منه ورقة الجنسية من دون توجيه اتهام واضح يعرض أمام القضاء ويدافع عن نفسه ثم يصدر القاضي حكمه.. نبيل الذي عرف كل قريب منه مدى حرصه على الكويت وأهلها وحبه لها.. نبيل الذي سعى حثيثاً بكل ما أوتي من طاقة وقوة وإبداع لتوجيه الناس للخير وصلاح البلاد والعباد واستقرار الكويت منذ أن كان أحد كوادر جمعية إحياء التراث الإسلامي في منطقتي الظهر وهدية، ثم استقلاله عنها ونشاطه الملموس في الجابرية حتى وفقه الله لإنشاء مبرة طريق الإيمان التي تعد من أنشط المبرات وأميزها وأكثرها تعاوناً مع وزارة الأوقاف وتناغماً معها.. نبيل الذي انطلق من المحلية إلى العالمية يدعو إلى الخير ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بأسلوب إبداعي شيق محبب إلى النفس.. نبيل الذي يتابعه في برامج التواصل الاجتماعي أكثر من 4 ملايين شخص!
إن أمثال الشيخ نبيل العوضي من النماذج المشرفة التي يجب أن نفخر بها بدلا من نسحب منه الجنسية!
الغريب في الأمر أن أكثر من بسحبها أذناب إيران وغلاة الطاعة الذين يتصيدون في الماء العكر عكر وجوههم.. وحرضوا على الشيخ واقتطعوا مقاطع من كلامه وبرامجه خلطوا فيها الحق بالباطل.. محتسبين بذلك رضا الحكومة التي اتخذت القرار، ورضا أنفسهم الأمارة بالسوء!
***
برودكاست:
يقول المولى عز وجل: “ولا تزر وازرة وزر أخرى”، فما ذنب من أخذ الجنسية الكويتية بتبعيته للشيخ نبيل العوضي (زوجته وأبناءه) أن تسحب جناسيهم ويدمر مستقبلهم؟! على فرض أن نبيل قد ارتكب وزراً أصلا؟! فهل من مدكر؟!
Twitter: @slm_alshatti
أضف تعليق