لم يتعهد الرئيس السيسى خلال حملته الانتخابية بأى شىء خلال الـ100 يوم الأولى فى حكمه، بل إنه قال بصراحة إنه لن يتعهد بأى شىء خلال الـ100 يوم، وقال امنحونى سنتين للإنجاز وكررها مرارًا.
وهو بذلك لا يريد أن يسير على طريق سلفه الإخوانى محمد مرسى، الذى وعد بأن يقضى على مشكلات كثيرة مثل الخبز والمرور والنظافة والوقود خلال المئة يوم الأولى، وقد فشل فشلا ذريعا فى حل أى مشكلة أو وضع تصور أو خطة نافذة لحلها!!
من هنا لم يعط السيسى أى دلالة للمئة يوم الأولى فى حكمه، حتى لا يتم الحكم عليه خلال تلك الفترة القصيرة.
ولعل عُرف المئة يوم درج عليه بعض إدارات الحكم فى الغرب، وتعتبرها الصحافة هناك «مجسًّا» لتنفيذ تعهدات الحاكم، بل تحاكمه على تنفيذ وعوده التى أطلقها فى أثناء حملته الانتخابية وبرنامجه الانتخابى الذى تمكن به من الحصول على ثقة الناخبين للوصول إلى الحكم.
فالمئة يوم من الحكم تعتبر محاكمة للحاكم على مدى حرصه على تنفيذ وعوده، بل والبدء عمليا فى تطبيق برنامجه الانتخابى.
ومن هنا كان حرص السيسى على إعفائه من تلك الفترة القصيرة خصوصا أنه لم يقدم برنامجًا انتخابيا واضحًا.
وإنما كان يسعى إلى استنهاض المصريين لبناء الدولة الجديدة.
ولكن هل نجح فى ذلك؟
وهل يمكن الحكم عليه فى ذلك من خلال فترة المئة يوم؟
ومع هذا فإن هناك بعض الصحف قد تبرعت لتتحدث عن المئة يوم للسيسى فى قصر الرئاسة، وللأسف لم تقدم أى جديد اللهم إلا على طريقة ما كان يصدره محمد مرسى من إنجاز شهرى بالقرارات التى يصدرها باعتبارها إنجازات (!!) على طريقة مكاتب العلاقات العامة.
وخد نموذجًا على ما نشرته بعض الصحف بمناسبة المئة يوم فى الحكم:
– 54 قرارًا جمهوريًّا.
– 23 لقاء قمة.
– 3 زيارات خارجية.
– 12 احتفالا رسميا.
– 18 جولة داخلية.
– أعاد الوحدة العربية التى تمثل شبحًا للمتآمرين.
– أول زعيم يستعين بالشعب للبناء بدلًا من المعونات.. وهكذا (!!)
كلام لا جديد فيه.. لكن أين ذلك من بناء الدولة الحديثة؟!
إذا كان لا بد من الحديث عن المئة يوم، فلا بد أن يكون هناك كلام جدى، حول الرؤية للمستقبل.
بل وحول الاستحقاقات الدستورية والقانونية، وأولها الانتخابات البرلمانية المثيرة للجدل «وإن كان السيسى قد رفض مطالب بتأجيل الانتخابات، وقال أمس فقط بشكل واضح إن تأجيل الانتخابات البرلمانية غير منطقى».
.. وأين إعمال مواد الدستور الجديد، خصوصا أن هناك ملاحظات كثيرة حول انتهاكات كثيرة، ولعل قانون التظاهر جزء من ذلك.
.. أى نعم هناك مؤسسات جديدة اقترحها الدستور الجديد مرتبطة بالبرلمان.. ومن هنا تأتى أهمية إجراء انتخابات مجلس النواب حتى ولو بقانون «معيب»، ويمكن للأعضاء بعد ذلك وللأحزاب التى تحاول أن تجد مبررًا لفشلها بتأجيل الانتخابات تعديله.
حتى الرئيس لم يستطع حتى الآن تشكيل فريق مكتبه الرئاسى.
.. أى نعم الرئيس تمكَّن من استنهاض الناس فى مشروع قناة السويس الجديدة، لكن لم يستطع استنهاضهم فى صندوق تبرعات «تحيا مصر».. فلماذا؟!
هناك كثير من الانتقادات التى يمكن توجيهها إلى الأداء الرئاسى خلال الـ100 مئة يوم.. لكن الرجل لم يطلب محاسبة على تلك الفترة وطلب مهلة أكبر من ذلك؟!
إن المئة يوم فى الحكم بدعة قد تكون حميدة أحيانًا لكن فى أغلبها نقمة!
أضف تعليق