كتاب سبر

ناصر المحمد وجاسم الخرافي.. الغائبان الحاضران

مع ملاحظاتنا الكثيرة على أداء الشيخ ناصر المحمد وجاسم الخرافي حينما كان الأول رئيسا للحكومة والثاني رئيسا لمجلس الأمة، ونقدنا لهما في ذلك الوقت إلا أن هناك ما يثير علامات استفهام كثيره حول ما يجري ضدهما الآن للدرجة التي تتطلب البحث عن تفسير مايجري.

إن لم تخني الذاكرة كانت الشعارات المرفوعة في مرحلة الرئيسين تتمحور جميعها حول محاربة الفساد على صعيد المؤسسات الحكومية والإعلامية وأتذكر في ذلك الوقت أن طفا على السطح مفردات مثل الإعلام الفاسد، ونائب إصلاحي، وثلاثي الفساد، لكنها غابت بعد طوي المرحلة ولا أدري ماةهو السبب في ذلك؟
الفساد بقي ورموزه بقيت حتى الآن وإن كانوا في عهد الشيخ ناصر المحمد يسرقون بالملايين باتوا في عهد الشيخ جابر المبارك يسرقون بالمليارات، ومع ذلك عندما اندفع النائب السابق د.عبيد الوسمي في استجوابه الشهير تدافع رافعي شعارات محاربة الفساد للدفاع عن الشيخ جابر المبارك، والتشكيك بنوايا د.الوسمي تجاهه رغم أنني لا أزكي تلك النوايا.
كل تلك المؤشرات تدفعنا دفعا إلى محاولة فهم مايجري والإجابة على إسئلة مثل كيف يمكن أن يتحول شخص متهم بالفساد هو وأثنين آخرين إلى حليف في المرحلة الحالية من أجل محاربة فساد شخصين لم يعودا في السلطة ولايملكون أي من أدواتها .
وأيضا كيف لمن خرج من السلطة ولم يعد يدير أي من أدواتها أن يدير إنقلابا على الأوضاع القائمة ، وأن يغسل الأموال ويسرب جزءا منها إلى البنوك الإسرائيلية ليدعم فصيلا سياسيا هناك ، وكيف يمكن أن يختزل مجموعة مشروع الإصلاح السياسي ورغبة الجماهيرة في الإنعتاق من الأوضاع القائمة ليتحول الأمر إلى معركة بين ” شيخين ” على المناصب .
كيف يمكن لتيار سياسي له وزنه مثل الحركة الدستورية الإسلامية ( حدس ) أن يتورط أعضاءها في معركة عليها الكثير من علامات الإستفهام وترك معركة الفساد الحقيقية التي لازال رموزها يحثون جيوبهم من المال العام دون أن يصدر تصريحا واحدا ليحذرهم مما يفعلون .
الإجابة على كل تلك الأسئلة بتجرد كفيل أن يحملنا إلى رؤية الواقع على حقيقته ، خاصة أن هناك إنحرافا في المسيره الشعبية حدث ، ويمكن أن يكون إذا أحسنا النوايا نتاجا لعدم قراءه دقيقة للمرحلة وإذا فعلنا العكس تواطئا من بعض الواجهات البرلمانية لتسديد فاتوره هنا وأخرى هناك على حساب المواطن البسيط .
المعركة هي مع قوى الإستحواذ سواء أكانت تلك القوى من الأسره الحاكمة أو من خارجها والحياد عن طريق تلك المعركة لحساب شخص من الأسره أو خارجها مرفوض ومؤشرات ذلك يظهر جليا عندما أنفضت الجماهير عن مثل تلك الواجهات البرلمانية بعدما تكشفت النوايا وأصبح الجميع عرايا حتى من ورقة التوت.
ناصر المحمد وجاسم الخرافي وأحمد الفهد رموز مرحلة طويت وأنتهت تفاصيلها ، ومايهم المواطن البسيط العمل على إلا تستمر تداعياتها فتره طويلة ، وإذا كان بين تلك الرموز خلافات أو قضايا فأنها تخصهم وحدهم ولاتخص ذلك المواطن، ولو وجد ذلك المواطن من يحاول أن يسترزق من تلك الخلافات فأنه سيقول لك بصراحة لاعلاقة لنا به. 

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.