على وزن جابر العيش ( الشيخ جابر بن عبدالله ) الذي أطلق عليه الكويتيين ذلك المسمى لأنه كان يقوم بعمل الموائد للفقراء بجانب قصره على الرغم من قله موارده المالية ، يمكن أن يطلق الكويتيين في القرن الحالي على الشيخ جابر المبارك سمو رئيس مجلس الوزراء جابر .. كورن فليكس لأنه ضم ذلك المنتج لقائمة السلع المدعومة.
هذه المقدمة جاءت إعتراضا من باب الطرفة وليست هي المقصوده في المقال بل هدف المقال هو تسليط الضوء على أداء سمو الرئيس وحكومته خلال الفتره الماضية التي أجمعت أكثر من مؤسسة إعلامية في البلاد وبعضها مقرب من سموه أن أداء تلك الحكومة لايزيد عن ( صفر ) مع قليل من المجاملة إنما الحقيقة أسوأ بكثير .
سمو الرئيس دعا في بداية تسلمه منصب رئيس الحكومة مجموعة من الكتاب والصحفيين بناء على نصيحة من الصحفي المخضرم حسين عبدالرحمن وقد لبى الدعوه الكثير من الصحفيين وكنت أحدهم لأننا لانستطيع رد بوعلي خائبا بحكم (( الميانة )) والزمالة لأكثر من ثلاثين عاما .
وقد فهمت بعد الإلتقاء بسموه أن اللقاء إعلان عن مرحلة جديده من العمل الحكومي ليست كما قال (( شبيهة )) بحكومات سمو الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله رحمه الله لآحد النواب وصرح الأخير بها ، بل كما فهمت أيضا أن المحور الرئيسي لعمل تلك الحكومة هو (( التنمية )) لاغيرها على كل الأصعده ، وقد أستبشرنا خيرا في حينها.
وقد طلب سموه أيضا من الكتاب الصحفيين بالتحديد أن يكونوا عونا له في تسويق مشروع التنمية وتوجهات الحكومة الجديده ، وقد إستجاب أكثر من زميل مادام ذلك يصب في مصلحة البلد والمواطن على حد سواء ، وكنت أيضا من أولئك فلم لا مادام هناك من لديه الرغبة والإراده ، أن يقف الجميع معه .
اليوم بعد مضي كل تلك السنوات على ذلك اللقاء (( اليتيم )) لم نشهد تطورا يمكن تسجيله على أساس أنه إنجاز للحكومة بل مانشهده فعلا هو (( تخييش )) سمو الرئيس وبعض أعضاء حكومته المحسوبين على أطراف متنفذه حسب الوصف المحلي ، والأمور تسير من سئ إلى أسوأ .
سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد خاض معركة شرسة من أجل إعاده صياغة المشهد السياسي ليتوافق مع توجهات المرحلة المقبلة ومن بين تلك التوجهات تحويل البلاد إلى مركز مالي وتجاري واللحاق بدول المنطقة على صعيد التنمية وخاصة التنمية البشرية فالأمور على الصعيد الأخير لاتبشر بخير ومع ذلك لم يستوعب سمو الرئيس وبعض وزراءه تلك الحقيقة ، إلى حد الإنشغال ببعض الأمور التافهة بدلا من التفرغ لطموحات سمو الأمير الكبرى .
الآن بعد كل تلك الفرص وتلك المعارك لماذا الإصرار على بقاء سمو الرئيس في موقعه ، خاصة مع وجود الكثير من البدائل الواعده سواء من داخل الأسره الحاكمة أو من خارجها فالقضية قضية وطن وهي قضية أكبر من الآشخاص بكثير ولاينبغي التوقف عند الأشخاص إذا كان التحدي بحجم تحويل البلاد إلى مركز مالي وتجاري .
أضف تعليق