كتاب سبر

الربيع .. «تأمرك» و«تصهين» و «تصفون» قبل نطقه للعربية

الربيع العربي، ولد وفيه رائحة من عبق عرب المجد، ولكن ما أن فتح عينيه حتى خطفته الأحزاب العلمانية بفروعها الليبرالية والاشتراكية، وسلمته للحكومات العربية ، التي بدورها سلمته لغلاة الطاعة والتبديع، ليتعلم منهم أبجديات الخنوع وكيفية الاختباء عند الملمات، وألّا يرفع عقيرته بالصياح إلّا أمام كل إسلامي يحاول استرداد التاريخ العظيم لعرب المجد، وأن يختبئ أمام الصهاينة وغلاة النصارى وإيران وحزب اللات، والعلمانية العربية .. وهذه المدرسة ترعاها وتتكفل بدعمها مادياً الحكومات العربية والخليجية، وتحت إشراف التيارات والأحزاب العلمانية التي عُينت من قبل الغرب للتجسس وموافاتها بأي تحرك إسلامي سياسي، أو عن نشوء فكرة تُحتمل أن تكون نواة لعودة الخلافة أو الإمارة الاسلامية.
للأسف، لم ينطق الربيع العربي بحرف عربي واحد، بل «تأمرك» و «تصهين» قبل نطقه للعربية ، ومن ثم تم إرغامه على قراءة التاريخ الصفوي المزيف لـ «يتصفون» !!… فالربيع العربي اصبح أعجمياً بفضل أغلب الشعوب العربية التي تستمتع وهي “تُستحمق” من قبل حكوماتها التي هي أصلًا “مستحمقة” من قبل الغرب، واتضح بأن الشعوب العربية تعشق طغاتها حتى وإن قطعوا رقاب ابنائهم واخوانهم .. فالعبودية لا تزال تجري في دمائهم حتى وإن دُمغت جباههم بالحجج والأدلة، وسيقت إليهم قوافل من البراهين، هنا سيقولون لك كلمة واحدة: الأمر ما يراه الوالي، فالعين عينه، والأذن أذنه، والعقل عقله، ونحن لوطأته فرحون ولرضاه طالبون.!!
 
والله لولا عشق العرب المعاصرين للاستعباد من الغير، ما تجرأت أمريكا وروسيا وإيران على مسكهم من خناقهم والتطويح بهم شمالاً ويميناً ، ولولا عشقهم للمهانة والذل ما تجرأ الطغاة على الطغيان.. فمن هذه الشعوب يخرج الحكام وهم من يشكلونه، إما عادل وإما جائر… لذلك إذا أردت معرفة الشعوب التي تحترم ذاتها وتصون كرامتها، أنظر لحكامها.
@ibn_khumyyes

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.