في لقاء صحفي تم قبل سنوات مع الشيخ أسامة بن لادن -رحمه الله- أجراه صحفي فلسطيني في جبال تورا بورا، سأل الصحفي ابن لادن: إذا ضاق عليك الحصار في أفغانستان من قبل أميركا وخصوصا أنك المطلوب رقم 1 عالميا وقد دفعت أميركا مكافأة مجزية نظير الإبلاغ عنك، فأين ستتجه، هل تذهب للعراق تحت ظل حماية صدام حسين لأنه يشترك معك بعداوته لأميركا ؟، فقال الشيخ أسامة: لم أفكر بذلك مطلقًا، ولكن إن أُجبرت على ذلك فلن أذهب لصدام البعثي الكافر، بل سأذهب لديار ابائي وأجدادي في اليمن، فهناك قبائل تحمي المستجير بها بأرواحها.
اقتطعت هذا الجزء من اللقاء الصحفي لأوضح للقارئ الكريم زيف إدعاء الحكومة الأميركية عن التقارب بين صدام حسين وحكومته البعثية وبين أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة، وقد أكد على هذا الزيف موقع ويكيلكس الذي قال بأن الجيش الأميركي يقتل الأفراد من جماعة الصحوة في العراق ومن ثم يشير بأصابع الإتهام للقاعدة !..…
نحن لا نقدس الأشخاص ولا نعصم أحدا ولكن لكي يعرف العربي أنه يبحث عن الحقيقة في المكان الخطأ، فهو يسلم عقله وحواسه لـcnn وغيره من الإعلام الأميركي والغربي الذي يغذي الرعب والمخاوف في مخيلته بقصص وروايات مختلقة قد فرضت فرضًا على العقول الإسلامية والعربية قسرًا وقهرًا وذلك لعدم وجود أي قناة عالمية أو عربية تجرأ وتسير في عكس إتجاه الإعلام الأميركي .. وإليكم مثالا يدل على زيف الإعلام الأمريكي، فقد قامت الـcnn في بدايات حكم حركة طالبان بإظهار صور ومشاهد لحرق مزارع “الخشخاش” التي قامت بها حكومة طالبان وعلّقت القناة على هذه المشاهد قائلة: بأن حكومة طالبان هي أول حكومة أفغانية جادة في القضاء على المخدرات، وبعد حرب أميركا على أفغانستان قالت القناة نفسها بأن طالبان لديها الكثير من الأسلحة والأموال بفضل بيع المخدرات..!!
فبالله عليك يا عربي، كيف تسمع أو تشاهد الحقيقة من إعلام يضع لك سيناريوهات لأفلام هوليودية ويسوّق لها في الإعلام العالمي رغمًا عن العالم أجمع ؟!.. فها أنت الآن لا تعلم ما هي حقيقة الشيخ أسامة بن لادن والقاعدة، ولا تعلم هل لديهم تلك القوة الجبارة على إسقاط برجي التجارة العالمي !؟.. كما أنك يا مسكين لا تعلم بأن هناك من الأميركيين أنفسهم مازالوا الى الآن مختلفين على هوية المتهم، هل هم القاعدة أو الاستخبارات الأميركية أو الموساد !..
السؤال هنا: إلى متى ستظل أميركا ترفع فزاعة القاعدة لتخيف بها أوروبا والأنظمة العربية وشعوب العالم أجمع كلما أرادت الإقدام على عمل إجرامي في العالم العربي والإسلامي أو التستر على جرائم اسرائيل ؟.. وإلى متى ستظل هذه الأمة العربية تنظر للفزاعة بوجل ولا تنظر لليد التي ترفعها ؟ .. وإلى متى وهذه الشعوب العربية تنظر لما يجري من حولها من خلال منظار أمريكي-غربي عدسته مملوءة بالدماء بينما المكائد والدسائس من خلفها تُحاك وهي جاهلة بها ؟!.
@ibn_khumyyes
أضف تعليق