كانت الكلمات التي تخرج من أفواه الحكومة هينة لينة ، ومغلفة بالديمقراطية وحرية الرأي… ودائما ما كانت تتغنى بالدستور وبمواده التي تكفل للمواطن الحق في أن يقول ما يشاء وقتما يشاء في إطار الدستور وبعيدًا عن المحرمات التي وضعت تحتها خطًا أحمر.
لكن ، ما أن قال الشرفاء “لا” للفساد، حتى نسيت الحكومة لحن غناء الدستور وبدأت بالعزف على اللحن النشاز !… “لا للفساد” هذه الكلمة هي من أنهت فصول مسرحية الديمقراطية وبأسرع وقت ، وجعلت المخرج يسدل الستار دون إكمال العرض ، ليخرج بعدها بمؤتمر صحفي فيقول: هذه المسرحية قصة من وحي الخيال ولا تمت للواقع بصلة ..!
الجمهور الذي حضر وسمع الحوار الذي دار في هذه المسرحية، اكتشف أن أبطال المسرحية يبيعون لحوم القطط والأطعمة الفاسدة للجماهير، واكتشف أن هناك مناقصات باطلة وأموال تقدر بالمليارات طارت لتحط في جيوب الفاسدين ، واكتشف أن الديزل يُسرق ويهرب للأعداء ومازال البحث جارٍ عن متهم عبيط !… وكل ذلك كان يجري خلف الكواليس في الوقت الذي كان الجمهور يستمتع بالحوار ويصفق بعد كل جملة يقولها أبطال المسرحية !!
بائع لحوم القطط والأغذية الفاسدة يُكرّم ، بينما الشريف والفارس عبدالله البرغش تُسحب جنسيته لأنه قال: “لا” للفساد !!… ومن يسرق المناقصات والمال العام يمشي كالطاووس مزهواً وسط الجماهير بينما مراسل الصدق والحقيقة سعد العجمي تُسحب جنسيته لأنه قال: “لا” للفساد !.. فمتى تستوعب الجماهير زيف سيناريو المسرحية وخداع أبطالها.؟
@ibn_khumyyes
أضف تعليق